فراشہ و دبابہ
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
اصناف
قلت : بالطبع.
كنت في الحقيقة لا أرحب بأخذه السيجارة وكان يعرف ذلك. ولكنه كان في أشد الحاجة للسجائر لدرجة لم يبال معها بشيء. وكان الغناء قد توقف برهة، أو كانت هناك استراحة كما يحدث في وقت العواصف أحيانا. وأصبح بوسعنا أن نسمع ما نقول.
سألتني الفتاة القوية: هل أنت هنا من زمن طويل؟ ونطقت الزاي ثاء كما في كلمة ثمن.
قلت: إني أرحل وأعود.
قال الألماني: يجب أن يكون حديثنا جادا. أريد أن أجري حديثا معك. متى يمكننا أن نتحدث؟
قلت: سوف أتصل بك.
كان هذا الألماني من نوع غريب جدا بالفعل، ولم يكن أحد من الألمان الحميدين يحبه. عاش تحت وهم أنه يمكنه أن يصبح عازف بيانو، ولكن لو أنه بقي بعيدا عن أي بيانو لما اكترث ما دام يشرب الكحوليات أو أتيحت له فرصة النميمة، ولم يتمكن أحد من إبعاده عن أي من هذين الشيئين بعد.
كانت النميمة أفضل ما يفعله، وكان دائما يعرف شيئا جديدا مشينا للغاية عن أي شخص يمكن أن تذكره في مدريد وبلنسية وبرشلونة وغيرها من المراكز السياسية.
ثم بدأ الغناء ثانية، ولا يمكن لك أن تمارس النميمة ممارسة جيدة بصوت عال، ولذلك بدا ذلك الأصيل في «تشيكوتي» مملا وقررت أن أرحل حالما أحصل على شراب لنفسي.
وعند ذلك بدأ الأمر. دخل البار رجل مدني في حلة بنية اللون وقميص أبيض وربطة عنق سوداء، شعره ممشط إلى الخلف مبينا جبهة عريضة، وأخذ يتنقل من مائدة إلى أخرى يهرج مع الحاضرين، وأطلق وابلا من الماء على نادل من رشاشة ماء يحملها معه. وضحك الجميع ما عدا النادل الذي كان يحمل وقتها صينية مليئة بأقداح الشراب. كان حانقا.
نامعلوم صفحہ