فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
اصناف
أخرجه من المكتب كنت معه في الديوان ببادوريا وهو معه فيه وله من العمر ست عشرة سنة وأبوه متعطل وذلك في وزارة إسماعيل بن بلبل للموفق والمعتمد وكان معه في ذلك الديوان جماعة من أولاد الكتاب وفيهم فتى نجيب من ولد يعقوب بن فرازون النصراني وكان يفهم النجوم فقال له ذلك الفتى يا سيدي أرى فيك نجابة وصناعة ولك حظ في الرئاسة وقد رأيت مولدك وهو يدل على أنك تتقلد الوزارة وتطول أيامك فيها فاكتب لي خطا يكون معي تذكر فيه اجتماعنا وتضمن لي أن يكون لي حظ منك إذ ذاك حق بشارتي لك قال فأخذ القرطاس وكتب فيه بحسن خطه ليلقني فلان إذا بلغني الله ما أحب لأبلغه ما يحب إن شاء الله فحدثت أباه في ذلك ففرح وقال قد والله سررتني بذلك وأحضر المنجمين وأخرج مولده فحكموا له بالوزارة وأنه يتقلدها سنة ثمان وسبعين فخلف أباه على وزارة المعتضد في إمارته ودامت إياه إلى أن مات فقال لي الزجاج لما ولي القاسم الوزارة بعد موت أبيه ودخل داره وقفت في صحن الدار لينصرف الناس ودخل هو ليستريح فيخرج للناس فلا أنسى هيبتي عند غلمانه حيث دخلت عليه فلم أمنع فوجدته قد صلى وسلم وهو يدعو الله في خلوته وليس بحضرته أحد فلما رآني قام إلي فانكببت على رجله فقال لي يا سيدي يا أبا إسحاق أنت أستاذي وهذا الذي أعتقده في إكرامك وكان في نفسي أن أعاملك قبل أن تشرفني عند حضور الناس وتوقير مجلس الخلافة وإذا فعلت ذلك فهو حقك علي وإذا لم أفعله فهو
صفحہ 166