فرح انطون: حیاتہ – ادبہ – مقتطفات من آثارہ
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
اصناف
وفي عام 1595 أبرز روايته الجميلة «حلم في إحدى ليالي الصيف»، فكانت خير ذيل «لمقاطيعه» التي تقدم ذكرها. وإليك ما قاله في هذه الرواية البديعة في وصف الحب:
ولما رأى كوبيدون الملكة العذراء تناول سهما ورشقها به. أما أنا فتبعت السهم بنظري، فوجدته قد طاش وانطفأ في نور القمر الطاهر الذي كان يحف بها؛ ولذلك نجت العذراء المكللة من الحب، وأتمت سيرها وهي تفكر أفكارا طاهرة، غير أنني بحثت عن المكان الذي وقع السهم فيه، فوجدت أنه وقع على زهرة صغيرة من أزهار الغرب كانت بيضاء اللون كاللبن، فجعلها السهم حمراء من شدة الطعنة، وتسمي العذارى هذه الزهرة: زهرة لا تنسني.
وفي عام 1595 برزت روايته «كل ما حسنت خاتمته فهو حسن»، وفيها قصة امرأة باسلة تكره الاستسلام إلى حوادث الحياة، وتنشئ لنفسها مركزا باجتهادها ونشاطها. وفي العام التالي 1596 مثل رواية من أحسن رواياته، وفيها أظهر أنه يكره إعطاء المرأة حقوق الرجال. ومن قوله عن لسان النساء: «لماذا نرى أجسامنا ضعيفة، وأعضاءنا واهنة لا تحتمل متاعب الحياة واضطرابات العالم؟ الجواب: لأن أجسامنا وأعضاءنا يجب أن تكون على اتفاق تام مع عاداتنا وحالة نفوسنا الداخلية.»
وفي عام 1597 أبرز شكسبير رواية «هنري الرابع»، وفي عام 1598 رواية «هاذيات وندسور»، وفيها طبيب فرنسوي يتكلم باللغة الإنكليزية كلاما مشوها مضحكا، وكاهن فرنسوي يقول أقوالا مضحكة، وفي عام 1599 وضع «هنري الخامس». ومنذ هذا الحين بدأت أحاسن رواياته.
فوضع أولا رواية: «عناء كبير بشيء صغير»، ومدارها على رجل آلى على نفسه أن يكره النساء، وامرأة لا تطيق رؤية الرجال، ولكن الرواية تجعلهما بطرق مضحكة يحب بعضهما بعضا في النهاية حبا شديدا. وبعد هذه الرواية، ظهرت روايته «الليلة الحادية عشرة»، وذلك في عام 1600، ومدارها على امرأة تتزيا بزي رجل وتخدم حبيبها وتحميه وتسهر عليه على غير علم منه، وهي بذلك تمثل الحب الخفي السكوت، الذي يكمن في النفس كمون النار في حجارة الزناد.
وفي عام 1601 برزت رواية «يوليوس قيصر»، وأهم ما فيها وصف أخلاق بروتوس قاتله وصفا بديعا، وفي عام 1602 مثل «هملت»؛ أشهر رواياته. وهي رواية فلسفية تسمو عن مدارك الشعب، ومع ذلك فقد طرب الشعب الإنكليزي لها أشد طرب، واختارها على ما يقال على جميع رواياته. ومدار هذه الرواية على فتى يكره الحياة لمصابه بأمه التي قتلت أباه لتستبد بالملك بعده. ومن ينسى صراخه في وسط أحزانه ويأسه وهو يستعد للانتقام : «لله يا ملاذ الحياة! كم تظهرين لي فارغة باردة!» وهذه الحالة هي نتيجة استغراق الفكر والهم كل عواطف النفس وإيباسها إيباسا.
وبعد «هملت»، كتب شكسبير «تروالوس وكريسيدة»، وذلك في عام 1603. وقد وصف في هذه الرواية حرب تروادة، وجعل مدارها على حب فتى صادق في حبه، وفيها تقول إحدى نسائها:
ليست السعادة واللذة إلا في الطلب، ومتى بلغ الطالب غرضه منا فكل شيء قد ذهب. فلتعلم ذلك الحبيبات؛ فإن التي لا تعلم ذلك لا تعلم شيئا. إن الرجال يخضعون ويذلون لنا قبل استيلائهم علينا، ولكنهم يصيرون أسيادا لنا بعد الاستيلاء.
وفي عام 1604، كتب شكسبير «قياس للقياس»، ثم كتب في هذا العام أيضا روايته: «أوتلو»، فأبرز فيها كل قوى نفسه؛ ولذلك قالوا إنها أبلغ رواياته وإن كانت «هملت» أشهرها. ومدار «أوتلو» على حب شديد يغار من نسمات الريح من جهة، وعلى الخيانة من جهة أخرى، ولكن الحب لا يجيز لنفسه أقل شكوى ولا ضجر مع معرفته خيانة الحبيب له. وتلك غاية في الحب ما بعدها غاية.
وبعد «أوتلو»، برزت «مكبث»، وذلك في عام 1605، ومدارها على درس سيكولوجي في تأثير الرذيلة والجناية في نفس مجبولة على الفضيلة. وفي عام 1606، برزت روايته «الملك لير»، وموضوعها مصائب وفظائع تصيب شعبا بأسره. وهي من أفضل رواياته أيضا. وبعدها ظهرت في عام 1607 «تيمون الأثينوي»، و«بريكليس»، ولكنهما أحط من الروايات الكبيرة التي تقدم ذكرها، لا سيما وأن شكسبير ارتكب فيهما كثيرا من الأغلاط فيما يختص بتاريخ اليونان، لاقتباسه تفاصيله من الكتب الخرافية التي كانت تطبع يومئذ. وفي عام 1608، مثل رواية «أنطونيوس وكليوباترة» و«كوريولن». وفي عام 1610 «سمبيلين». وفي عام 1611 «حكاية الشتاء»، والرواية البديعة التي ختم بها مؤلفاته، وهي «الزوبعة»، كأنه قصد جعلها مسك الختام.
نامعلوم صفحہ