فرح انطون: حیاتہ – ادبہ – مقتطفات من آثارہ
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
اصناف
يا أيها الفم الجميل غني
فنقدم لك كفاية من التبن
وقدر ما تطلبين من الشعير
وكان بعضهم ينشد هذا النشيد والشعب يجاوب عليه بفرح وابتهاج بلازمة ملازمة.
ولما اعتاد الشعب هذا التمثيل ألفه، فتألفت منه جمعيات للقيام به في أيام الآحاد والأعياد في خارج المعابد، فكان الشعب يقبل على حضور هذا التمثيل ويشترك فيه، وكانت الروايات مكتوبة بشعر عامي. وقد روي أن أحدهم كان يمثل الصلب، فصلب نفسه بالفعل لإتمام الشبه، وكاد يلقى حتفه لو لم يتداركه رفاقه. ولما تمادى الشعب الفرنسوي في هذا التمثيل، أصدر البرلمان في 17 تشرين الثاني من عام 1548 قرارا بمنع تلك الجمعيات من التمثيل الديني وإباحة ما سواه. ومنذ هذا الحين دخل التمثيل في دور جديد، وانتقل من الحيز الديني إلى الحيز الاجتماعي، ونشأ من الكتاب والشعراء: شكسبير، وكوث، وشيلر، وراسين، وكورنيل، وموليير، وفولتير، وفيكتور هيغو، ودوماس الكبير والصغير، وهين، وغيرهم، فأبلغوا بمؤلفاتهم هذا الفن إلى المقام السامي الذي صار إليه في أوروبا في هذه الأيام.
وقد قابل الإمبراطور غليوم الممثل الفرنسوي الشهير كوكلين الكبير، فقال له إنه من أنصار الروايات وكتابها؛ لأنه يعرف ما لهم من الفضل والتأثير في آداب الأمة وفي أخلاقها. وكفى ذلك شهادة بفائدة فن التمثيل إذا أجاد مؤلفوه وممثلوه، وكان غرضهم نشر الآداب والسرور معا في المسارح، لا إثارة عواطف العامة والحاضرين بمناظر وأقوال تشبه فقاقيع الصابون بسرعة زوال تأثيرها.
ولا ريب أن في ترجمة شكسبير من هذا الوجه عبرة وفائدة لجميع محبي هذا الفن الجميل.
ترجمة شكسبير
ولد وليم شكسبير من أب تاجر في قرية سترتفورد، القائمة على أيفون، في 22 نيسان من عام 1564، وكان له إخوة ثلاثة، فدخل معهم في إحدى المدارس المجانية، وتلقى فيها شيئا من اللغة اللاتينية، ولكن لم تأت عليه السنة الثالثة عشرة حتى أخرجه أبوه من المدرسة لاختلال أشغاله التجارية، واستخدمه في أحد البيوت التجارية. ومن ذلك يظهر أن شكسبير لم يتلقن في المدارس شيئا من الدروس العليا التي ظهرت ثمارها في رواياته بعد ذلك.
ولما بلغ شكسبير السنة الثامنة عشرة اقترن بفتاة عمرها 26 عاما، وتدعى مس حنة هاتاواي، وقيل إنها كانت عشيقته. وبعد انقضاء ستة أشهر على زواجهما، ولدت له هذه الزوجة ابنة، وبعد ثلاث سنوات ولدت له توءمين، فدعاهما: همنت، وجوديت. ولكن الأولاد جاءوه بالضيق إلى البيت؛ لأنه لم يكن يكسب من خدمته شيئا يذكر، ففر من سترتفورد في عام 1583 وعمره 21 عاما. ولما صار بعيدا عن أهله رام الصيد والقنص في الأحراج التي حرم الصيد فيها، فطلبه الخفراء للقبض عليه، ففر من وجههم وسار مشيا إلى لندن، وانخرط في سلك الممثلين فيها.
نامعلوم صفحہ