ثانيا:
من الصعب جدا إن لم يكن من المستحيل إبعاد الذات الشخصية عن الإدراك الجمالي؛ أي لا يمكن الكلام بطريقة محددة عن إدراك جمالي خالص يحدث بين ذات جمالية خالصة وصفة جمالية خالصة، وحتى لو افترضنا أنه يمكن الكلام عن ذات جمالية خالصة وإدراك جمالي خالص، فإن ذلك أمر غير مرغوب فيه؛ لأن العمل الذي لا يثيرني ولا يساعدني على النمو كإنسان هو عمل يمكن الاستغناء عنه، ومن ناحية أخرى، لا تستلزم النزاهة الجمالية بحكم الضرورة افتراض وجود ذات جمالية خالصة تقوم بإدراك جمالي خالص، كلا، إن ما تطلبه النزاهة الجمالية هو استعداد الفرد لأن يدرك أو يستوعب المضمون الجمالي الكامن في العمل الفني كما هو موجود في العمل، بدون أي نوع من التشويه.
ترى هل يمكن للفنان، بغض النظر عن نوعية وكمية ولائه أو التزامه بالتجريد، أن يتخلى عن تمثيل الواقع؟ كلا! الفنان ابن ثقافته، إنه يرى ويفهم ويؤول الواقع حوله كفرد، كإنسان عيني موجود في ثقافة معينة وفي زمان ومكان معين، إن روح هذه الثقافة تنبض في عروقه؛ ولذا فإن طريقة انتقائه لمادته الفنية وطريقة تشكيلها تعبران دائما عن هذه الروح الثقافية.
ثالثا:
إن نظرية بل الصورية
Formalism
التي تعتبر الشكل أو الصورة
form
الصفة المميزة للعمل الفني بوصفه عملا فنيا، ترتكز على افتراض ميتافيزيقي، وهذا الافتراض هو وجود ماهية
essence
نامعلوم صفحہ