فن الکیمیا
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
اصناف
ثم سد الثقب بحرفية
بالشمع، لئلا تنفرط منه برادة الفضة.
أخذ القسيس يراقب النار بجدية، فيما يصرف القمص انتباهه إلى ما يحدث بالإشارة إلى أن قطع الفحم المحترقة بحاجة إلى إعادة ترتيب على الموقد، ثم قدم له قطعة من القماش ليمسح وجهه المبلل بالعرق. وما إن أضيفت كتلة الفحم المثقوبة الوسط، حتى توهجت النيران توهجا شديدا؛ لينضم القمص بعد ذلك إلى القسيس ليجرعا شرابا. وحين يعود إلى النيران، يجد القمص قطعة الفضة قد تكونت فيخرجها ويقدمها للقسيس الفرح.
ثم تقع واقعة أخرى؛ إذ يترك القمص المحتال القسيس فعليا يجري عملية التحويل بنفسه. فيعطي للقسيس عصا تقليب مجوفة، ولك أن تخمن أنها كانت محشوة بأونصة من الفضة المغلفة بالشمع المسود. والآن، كان مسحوق الإسقاط يعمل تأثيره، دون أي تدخل من جانب القمص، لصالح القسيس نفسه. ثم يأتي القمص بعملية أخيرة؛ إذ يحول النحاس إلى فضة، تاركا القسيس في نشوة من فرط الجشع المشوب بالفرح:
من كان أشد فرحا من ذلك القسيس الأحمق؟
كان أكثر فرحا من طائر فرح بطلوع النهار،
وأشد بهجة من بلبل مبتهج بموسم الربيع؛
لم يكن أحد أشد لهفة منه للغناء والطرب،
بل كان أكثر حماسا من امرأة تنشد أناشيد الربيع.
دفع القسيس للقمص أربعين جنيها، وهو مبلغ ضخم، مقابل أن يعطيه سره (بما في ذلك المسحوق على حد اعتقادي). لاحظ انعدام ثقة تشوسر في رجال الدين الذين كانوا يعتبرون شيوعا فاسدين خلال عصر النهضة؛ ففي هذه الحكاية، يوجد رجلا دين، أحدهما فقير عديم الأمانة، والآخر ساذج فاحش الثراء.
نامعلوم صفحہ