فن الکیمیا
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
اصناف
الفكرة هي أن فلزي الرصاص والذهب قد ينصهران معا ليكونا سبيكة. ومع ذلك، فإن التسخين لفترة طويلة في الهواء الطلق يؤكسد الرصاص فيتحول إلى كلس - المرداسنج؛ ذلك المسحوق الأحمر المصفر، هذه الصبغة التي نعرفها اليوم بأول أكسيد الرصاص. أما الذهب المنصهر فلا يمر بأي تغيير كيميائيا، وأي شوائب (أو رغوة) بالإضافة إلى المرداسنج المتكون حديثا سيمتص داخل الكأس، تاركا الذهب النقي. من الواضح أن المرداسنج لم يكن له وجود في السبيكة الأصلية، لكنه تحرر بفعل النار. والواقع أن ذلك يكاد يتطابق مع حجة حجر الفلاسفة المذكورة في المقال السابق.
وهنا يتجلى بعض المشكلات الأخرى المتعلقة بالعناصر الأربعة.
13
يبدو مستحيلا حتى مع مساعدة النار أو أي عوامل أخرى أن تستخلص التراب، أو الهواء، أو النار، أو الماء من الذهب. في الواقع، لو كان ثمة شيء قد يبدو عنصرا حقيقيا، فهو الذهب. على الجانب الآخر، عند «تحليل» الدم باستخدام النار، فإنه يتحلل إلى خمس مواد مختلفة هي: النخامة، والروح، والزيت، والملح، والتراب.
13
ردا على فيلوبونس، الكيميائي الصيدلاني المدافع عن باراسيلسوس، يتساءل كارنيديس عما إذا كانت طبيعة النار دائما ما تقضي بأن تؤدي إلى «تحليل» المواد، أو، على الأقل، إلى عملية «تحلل» مستمر.
14
وعلى ذلك، فعند حرق خشب «الجياك»، ينتج عن الاحتراق سناج ورماد، رغم أن تقطير الجياك (بالنار) داخل مقطرة معوجة ينتج عنه «زيت، وروح، وخل، وماء، وفحم». ويذهب بويل (أقصد كارنيديس) إلى الزعم بأنه إذا أزيل هذا الفحم الناتج من المقطرة المعوجة وحرق في الهواء الطلق، فإنه يتحول إلى رماد. بالمثل، ينتج عن حرق الكافور في الهواء الطلق السناج، والذي يمكن أخذه وفحصه
14
ليتبين أنه لا يحتفظ بأي من خواص الكافور. ومع ذلك، إذا وضع الكافور في وعاء زجاجي مغلق وعرض إلى نار خفيفة، يتصاعد دخان، ثم يتكثف كراسب أبيض صلب، يحتفظ برائحة الكافور العطرية النفاذة. وندرك من هذه الحالة الثانية أن «سكين النار التحليلية» التي تعرض لها الكافور أدت إلى تساميه دون أن يتعرض إلى أي تغير.
نامعلوم صفحہ