Family and Allies of the Prophet
آل رسول الله وأولياؤه
اصناف
فإذا لم يكن لهم ملك ولا سلطان لم يمكن أن تصلي خلفهم جمعة ولا جماعة ولا يكونون أئمة في الجهاد ولا في الحج ولا تقام بهم الحدود ولا تفصل بهم الخصومات ولا يستوفي الرجل بهم حقوقه التي عند الناس والتي في بيت المال ولا يؤمن بهم السبيل فإن هذه الأمور كلها تحتاج إلى قادر يقوم بها، ولا يكون قادرًا إلا من له أعوان على ذلك وهؤلاء لم يكونوا قادرين على ذلك، بل القادر على ذلك كان غيرهم وكان في أعصارهم من هؤلاء أعلم منهم وأدين؛ إذ العلم المنقول عن غيرهم أضعاف العلم المنقول عنهم، وظهور آثار غيرهم في الأمة أعظم من ظهور آثارهم في الأمة.
والمتقدمون منهم كعلي بن الحسين وابنه أبي جعفر وابنه جعفر بن محمد قد أخذ عنهم من العلم قطعة معروفة وأخذ عن غيرهم أكثر من ذلك بكثير كثير.
وأما من بعدهم فالعلم المأخوذ عنهم قليل جدًا، ولا ذِكْرَ لأَحدٍ منهم في رجال أهل العلم المشاهير بالرواية والحديث والفتيا ولا غيرهم من المشاهير بالعلم.
وما يذكر لهم من المناقب والمحاسن فمثله يوجد لكثير غيرهم من الأمة.
وتلك الفضائل غايتها أن يكون صاحبها أهلًا أن تعقد له الإمامة لكنه لا يصير إمامًا بمجرد كونه أهلًا، كما أنه لا يصير الرجل قاضيًا بمجرد كونه أهلًا لذلك.
وأهلية الإمامة ثابتة لآخرين من قريش كثبوتها لهؤلاء، وهم أهل أن يتولوا الإمامة، فلا موجب للتخصيص، ولم يصيروا بذلك أئمة (١) .
_________
(١) ج (٣) ص (٢٤٨)، ج (٢) ص (١٧١، ١٧٠) ج (١) ص (٣٠٧، ٣٠٨) ج (٤) ص (٢١٣) .
1 / 60