Bodiless Forms
وتأثيره في أفلاطون عند قوله بنظرية الفكرات
Theory of Ideas . (6) محور فلسفة أرسطبس الأخلاقية
العنصر المكون للسعادة عند أرسطبس هو الحصول على «اللذة الحسية» على أن تكون السعادة تصورا يتوسط بين السعادة كما نفهمها، وبين الخير الأسمى
The Highest Good
فالأطفال والحيوانات يكدون بقاسر فطري، ليحصلوا على اللذة، كما يجاهدون ليتقوا الألم، وفي هذه الظاهرة تتجلى الحقيقة الجوهرية التي لا تقبل الجدل ، ولا تتسع للمناقشة، والتي يجب أن تراعى في كل محاولة يقصد بها وضع مجموعة من القواعد، يسلك على مقتضاها الإنسان في حياته.
لا بد لنا إذا أردنا أن نتتبع أسلوب التفكير الذي انتحاه أرسطبس وشيعته في الفلسفة، من أن نكب على درس النظريات التي انتحلها أصحاب اللذة - «الهيدونيون» - في العصر الحديث وطرق تأملهم الفلسفي فيها، فمن هذه السبيل وحدها، نستطيع أن نفقه حقيقة تلك الفقرات الغامضة المبهمة المهزولة التي تكون ما وصل إلينا من فلسفة القورينيين الأدبية، وأن نجعل المذاهب الميتة تنطق بلسان حي طليق.
أما الأستاذ دراپر فيقول بأن السعادة عند أرسطبس تنحصر في تحصيل اللذة، وأن اللذة والألم يكونان دستور الحياة الإنسانية، وكان لا يعتقد بأن في مستطاع الإنسان أن يعرف شيئا معرفة تحقيق؛ لأن الحواس قد تخدعه، غير أن الإنسان بالرغم من عجزه عن أن يدرك الأشياء على حقيقتها، فلا شك أن فيه قدرة على الإدراك، ومن هنا قام اعتقاد القورينيين بأن اللذة أسمى الغايات التي ننشدها في الحياة.
30
والواضح من هذا أن الأستاذ دراپر إنما أقام رأيه هذا على قشور المذهب دون لبابه، ولعلنا نستطيع بقليل من الصبر أن نستقرئ مما وصل إلينا من مخلفات المذهب الهيدوني، شيئا يجعل فهمنا لحقيقة المذهب أقرب إلى الواقع.
نامعلوم صفحہ