Association of Ideas
هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان من طريقهما يستحدث تحول المشاعر والقواسر الإرادية من طريق التفاعل الطبيعي، وعلى الرغم من أن هؤلاء المفكرين لم يؤمنوا بأن هذه الوسيلة كافية وحدها لأن تحدث الآثار التي أسندوها إليها، بحيث تنقل شخصا خلال حياته من أحط درجات الأنانية إلى أسمى مراتب التضحية، فإن العلم في القرن التاسع عشر قد يزودهم بحل لهذه المعضلة أقل تعرضا للنقد، ونشير بهذا إلى نظرية التطور على الصورة التي لابستها في العصور الحديثة.
بالرغم من أن الواجب يحملنا على أن نتنكب المبالغات، ونتقي أسلوب التطبيق الذي كثيرا ما يعتور هذه النظرية، وعلى الأخص عند تطبيق مذهب الانتخاب
Selection
فإن نظرية التطور تظل بعد ذلك كله قادرة على أن تفسر لنا كيف يخطو الإنسان نحو الغيرية، فإن أقل ما هنالك أن هذه النظرية تسهل علينا فهم الطريقة التي أمكن بها خلال عدد غير محدود من الأجيال، أن تستقوي تلك الميول العقلية التي تنزع إلى الاشتراكية الاجتماعية وتبادل المنافع العام، وعلى الأخص الميول التي تقسرنا على الإذعان للنظام الضمامي
Collectivism
شيئا فشيئا على غيرها من الميول، من طريق تطور الأعضاء التي يقوى مع تطورها وتهذيبها قمع الغرائز من طريق الإرادة.
غير أننا إذا أردنا أن نستهدي بضوء هذه النظريات لم يكن لدينا من مندوحة عن أن نرجع بتصوراتنا إلى الماضي السحيق الذي نعجز - حتى إذا أحاطت به تصوراتنا - عن أن نجيب مع تصوره جوابا مقطوعا بصحته، إذا نحن تساءلنا عن الأصل الذي نشأت منه أو تحولت عنه المشاعر الاجتماعية. فإذا حاولنا أن نؤول ذلك التصور تأويلا حرفيا كان تأويلنا له سببا في أن تفقد لغة الطبيعة معناها وبلاغتها، ذلك بأن هذه المشاعر قد يتفق أن تكون أصيلة كما يتفق أن تكون متحولة عن غيرها، وإذا خيل إلينا أنها أصيلة في الإنسان، فهل يبعد أن تكون في غرارتها الأولى مشاعر متحولة اكتسبها أصل قديم من أصولنا المتوحشة؟
أما المشاعر البدائية التي كانت سببا في ظهور ما ندعوه «التكوين الاجتماعي» البدائي، فما نشك في أن هذه الاحتمالات تعلل حدوثها، ولذا يجب علينا أن نأخذها على أنها حقائق ثابتة لا تقبل الريبة، فإن السرب
Herd
نامعلوم صفحہ