واللمفاوي
، ويعتقد پافلوف أن هذا التقسيم صحيح، بل ويزيد إلى هذا أن أصحاب المزاج اللمفاوي والمزاج الدموي هم المثل الأعلى في الرصانة والتعقل، أما أصحاب المزاج الصفراوي والمزاج السوداوي فهم الأكثر تعرضا للاضطرابات العصبية، وهو يقول بأن تقسيم الأمزجة إلى هذه الأقسام جلي في الكلاب التي أجرى فيها تجاريبه، ويعتقد فوق هذا أن أمر الإنسان لا يخرج عن طوق ذلك.
فإذا صح معتقد پافلوف فلا شك في أن أصحاب المزاجين الصفراوي والسوداوي تقتلهم معاهد العلم قتلا بطيئا، مع أن المرجح أنهم أكثر ذكاء من أصحاب المزاجين الآخرين، كما أننا لا نشك في أن أصحاب المزاجين اللمفاوي والدموي تؤثر فيهم طرق التعليم تأثيرا يضعف من مواهبهم الطبيعية.
أما المحصل من هذا كله - وإن كنا قد استطردنا إلى نواح لا تمت إلى موضوعنا بسبب مباشر - فينحصر في أن أنقريز الهيدوني وبعض الأبيقوريين، قد نفذوا ببصيرتهم النقادة إلى أعماق قصية في تعليل السلوك الإنساني، يؤيدهم فيها العلم الحديث بطريق عملي تجريبي، سوف يكون له أكبر الأثر على مستقبل الحضارة.
الهيدونية والنفعية
إن اللمحة السابقة كافية لأن تقنعنا بأن الهيدونية، وبالأحرى النظرية التي تجعل اللذة والألم عند شعور الذات بهما النبع الأصيل الأوحد للأفعال الإنسانية - لا تنطوي على إنكار ما يتضمن الخلق الإنساني من ممكنات الأنانية وحب الذات، فضلا عن أنها لم ترسم طريقا عمليا يقضي على الأنانية ويمحو أثرها من الدنيا.
على أن كثيرا من أنصار هذه النظرية، المتفانين في الإيمان بها؛ كانوا مع اعتقادهم بصحتها، من محبي الإنسان
الذين امتلأت قلوبهم بحب الناس وشغفوا بخير البشر، ومثلنا جرمي بنتام وغيره من متحمسي الارتقائيين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وهم الذين اعتقدوا بأن الإنسان مستعد للارتقاء والتقدم إلى غير حد.
ولقد تحولت النظرية في أيديهم إلى مبدأ آخر، إن كان قد اختلط وامتزج بالنظرية الهيدونية إلى حد أن كثيرا ما تبلبل المبدأ والنظرية على الكثيرين، فإنه مبدأ جديد يختلف عن النظرية القديمة كل الاختلاف، ونعني به مبدأ النفعية
Utilitarianism
نامعلوم صفحہ