فالعلامة «ميير
Meyer » الألماني على أن المدنية اليونانية لم تبدأ في الارتقاء الحقيقي إلا بعد أن احتكت بالشرق في «إيوليا
Aeolia » و«إيونيا
Ionia » في آسيا الصغرى، حيث كان في تلك البقاع مدنية أرقى من مدنية الإغريق.
ويقول العلامة «دنكر
Dunker »: «لم يبق من شيء في مدنية اليونان لم يتأثر من اتصالهم بمدنيات آسيا الصغرى حتى دينهم، فإنه على الرغم من أنه يكاد يكون خاصا باليونان، ونشأته ذاتية بينهم، فإنه تأثر بأديان الشرق، واقتبس الكثير من أصولها ومعتقداتها.»
أما الأستاذ «روبرتسون
Robertson » فيقول في كتابه «تاريخ حرية الفكر» (ج1 ص121): «إننا مهما قلبنا وجوه الرأي، وأمعنا في البحث، فإنا لا نعثر على مدنية يونانية أصيلة؛ أي مدنية ليس فيها أثر من مدنيات أخر.»
ثم يقول في نفس الكتاب ص122: «إن الإعجاب الشديد باليونانيين، قد حمل كثيرا من الباحثين وأصحاب الرأي إلى أن ينكروا حقيقة تأثر المدنية اليونانية بمدنيات الشرق القديمة، حتى إنهم لم يكتفوا بإنكار ذلك الأثر، بل تطرقوا إلى القول بأن الفكر اليوناني وليد بلاد اليونان، تأصل فيها ونشأ، غير متأثر بشيء مما سبقه من منتوجات الفكر الإنساني وجهوده.»
ذلك في حين أن الذين ينكرون تأثر المدنية اليونانية بغيرها، ثقات من الباحثين أمثال العلامة «ريتر
نامعلوم صفحہ