مباحث فی فلسفہ اخلاق
مباحث في فلسفة الأخلاق
اصناف
عرفنا مما تقدم حقيقة الخلق، وكيف يتكون من الناحية النفسية، وأنه يبدأ ميلا ضعيفا يشتد فيصير رغبة أو نية أو مرجوا، ثم يصير إرادة راسخة في النفس فخلقا تصدر عنه أعماله بيسر من غير حاجة إلى تفكير.
على أنه لا بد لنا إلى جانب هذا من بيان العوامل التي تكون الخلق عمليا، والمؤثرات فيه أثرا محمودا أو غير محمود، من الوراثة والبيئة بمعناها العام، وهذا ما يدعونا للكلام ولو بإيجاز عن فطرة الإنسان ومبلغ استعدادها للخير والشر. (2-1) الفطرة الإنسانية
اختلف الناس في فطرة الإنسان: هل هي خيرة أو شريرة بالطبع، أو فيها استعداد للناحيتين؟
رأى بعضهم أن الإنسان خلق خيرا بطبعه، وفي ذلك يرى سقراط أن نفس الطفل خباء للكمال لا تظهره إلا المناقشة والتحاور، كما يرى زينون مؤسس المدرسة الرواقية
5
أن الطبيعة العامة خير لصدورها عن الله وهو خير ولا يصدر عنه إلا خير، فالإنسان وهو أثر من آثار الطبيعة كذلك خير، كما كان يقول جان جاك روسو في كتابه «إميل»:
إن الطفل خير بطبيعته، والشر يأتي له على يد الإنسان.
ويرى آخرون أن الإنسان خلق شريرا بالطبع، فيجب الوقوف في وجه ميوله ونزعاته، وهذا هو رأي جمهرة البراهمة والبوذيين الهنود ومن تبعهم من مفكري العرب كأبي العلاء المعري، المتوفى سنة 449ه، الذي يقول:
فظن بسائر الإخوان شرا
ولا تأمنن على سر فؤادا
نامعلوم صفحہ