لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير .
12
في هذه الآيات القرآنية مجمل العقيدة الإلهية في الإسلام.
وهي أكمل عقيدة في العقل.
وهي أكمل عقيدة في الدين.
خالق واحد، لا أول له ولا آخر، قدير على كل شيء، عليم بكل شيء، محيط بكل شيء، وليس كمثله شيء.
وعالم مخلوق، خلقه الله، ويرجع إلى الله، ويفنى كما يوجد، بمشيئة الله.
وإذا عبرنا عن هذه العقيدة بلغة الفلسفة قلنا: إنهما وجودان، وجود الأبد ووجود الزمان.
ومن الوهم أن يقع في الأخلاد أن الزمان قد يكون جزءا من الأبد، نمده أو نمطه من أوله فإذا هو أزل، ونمده أو نمطه من آخره، فإذا هو سرمد لا ينقضي على الدوام.
فالحقيقة أن الزمان غير الأبد، ننقصه كله فلا ينقص من الأبد شيء، ونزيده كله فلا يزيد على الأبد شيء؛ لأنهما وجودان مختلفان في الكنه والجوهر، مختلفان في التصور والإدراك.
نامعلوم صفحہ