انگریزی فلسفہ میں سو سال (پہلا حصہ)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
اصناف
some what » هو الذي يدرك، وصورة الفكر، التي هي علاقة متبادلة بين العاملين السابقين. وهكذا تتألف التجربة العينية أو الحقيقة من عاملين على الأقل: أحدهما مادي والآخر صوري، بحيث تكون وحدة الاثنين هي أساس موضوعية الفكر. وإذا تأملنا الأمر من منظور أوسع، لقلنا إن الثنائية الأولية للواقع تبدو على أنها هي التقابل بين المعقول واللامعقول، أو كما يفضل باكس تسميتها، المنطقي واللامنطقي. وليس معنى ذلك أن هذين يحدثان، أو يمكن أن يحدثا، منفصلين في التجربة العينية، وإنما هما قابلان للتمييز الواضح بالمعنى الحقيقي، أي بمعنى أن أحدهما يسود في مراحل معينة للواقع، والآخر يسود في مراحل أخرى. فإلى العنصر المنطقي ينتمي كل ما يقع في مجالي الفكر والعقل، أما اللامنطقي فيوصف بأنه هو الإحساس الخالص، وهو النزوع والقوة الدافعة في كل حركة وتغير، فالأول يمثل الأوجه السكونية الكلية اللامتناهية للواقع، والثاني يمثل النواحي الحركية والجزئية والمتناهية، الأول إمكان، والثاني واقع، والأول قانون، والثاني اتفاق.
ونستطيع باستخدام لغة ريكرت
Rickert ، أن نصف تفكير باكس بأنه «متغاير الأسس
beterothetic »، إذ يبدأ بتأكيد الواحد «والآخر»، فالاثنان معا هما اللذان يؤلفان الواقع كله، والتخلي عن أي منهما لا يدع شيئا سوى التجريد الخاوي، وفي رأي باكس - وهو رأي غير صحيح - أن طرح العامل اللامنطقي جانبا هو السمة والمغالطة المميزة لفلسفة هيجل؛ ذلك لأن معارضة باكس لأي مذهب واحدي من هذا النوع، وهي المعارضة التي رأى أنها هي مهمته الرئيسية؛ قد جعلته يميل إلى الانتقال إلى الطرف المضاد الآخر، بحيث أضفى على العامل اللامعقول القيمة الميتافيزيقية العليا، فهو يعرض العملية الكونية على أنها صراع مستمر بين المبدأين، بحيث يسعى المنطقي على الدوام إلى قهر اللامنطقي، ولكنه لا ينجح أبدا في ذلك نجاحا كاملا، وهكذا يميل إلى أن ينسب إلى اللامنطقي مركزا مطلقا، وينتهي - بعد التوحيد بينه وبين الإرادة - إلى مذهب في شمول الإرادة
panvoluntarism
يشترك في نقاط كثيرة مع مذهب شوبنهور. وإلى هذا الحد نراه يحيي الصراع القديم الذي احتدم داخل المثالية الألمانية بين مذهب هيجل ومذهب شوبنهور. وفي الوقت ذاته أدى به النظر إلى المطلق على أنه إرادة، إلى معارضة فكرة برادلي وبوزانكيت عن النسق التام الاكتمال، الذي يظل محتفظا بانسجامه السكوني الهادئ من فوق كل ما تتصف به الأشياء من عدم استقرار وتنافر، فالمطلق عند باكس هو حركة دينامية وصيرورة مستمرة، وهو تطور دائم التقدم، ولكنه غير متجانس، نحو تحقيق الوعي الذاتي لنفسه، وتلك صورة تحمل طابع فكرة الإرادة عند شوبنهور والمدة عند برجسون.
ويتبدى التقابل الأساسي داخل الواقع، في مجال الأخلاق، في صورة التقابل بين الخير والشر، ولكن عندما انتقل باكس إلى عرض تفاصيل هذا التطبيق لمبدئه الميتافيزيقي العام، تناقض على نحو غريب مع مذهبه الميتافيزيقي؛ إذ يظهر لنا، في هذا المجال، أن الخير، لا الشر، هو العامل الأقوى. صحيح أن الشر لا يمكن أن يقضى عليه تماما، بل ينبغي أن يظل إمكانه على الأقل قائما على الدوام، غير أن الشر العيني - كما نعرفه - عابر، ولا بد أن يقهره الخير ويمحوه. وإذن ففي العملية الكونية ميل أصلي نحو التحقيق الظافر للخير، وفي التجربة ترجح كفة الخير على الشر دائما، فالهدف هو الخير، بحيث لا يظل الشر قائما إلا من حيث هو إمكانية فارغة. وهنا ينزلق باكس على الرغم منه إلى مياه التفاؤل الضحلة عند هيجل وبرادلي، ملتفا بسفينته دون اهتمام بما يقع فيها من تناقض حول صخور تشاؤم شوبنهور، وهي الصخور التي لو كان قد استرشد ببوصلته الميتافيزيقية، لتحطمت سفينته عليها تماما، ولنتحدث بلغة مجازية أخرى، فنقول: إنه عقد زواجا غير موفق تماما بين اللامعقولية الميتافيزيقية وبين التفاؤلية، أو بين مبدأ أساسي عند شوبنهور وبرجسون، ومبدأ أساسي لا يقل عنه أهمية عند هيجل وبرادلي.
أما نظرية المعرفة عند باكس، التي لا يتسع المقام هنا لعرضها، فتسير في عمومها في اتجاه كانت، كما أن فلسفته في تحقيق الإنسان لنفسه روحيا، ترتكز على نظرية في القيم يلمح إليها أكثر مما يعرضها صراحة، وهي تلتقي في نقاط متعددة مع أفكار فندلبانت وريكرت. أما فلسفته في المجتمع فهي ترتبط بالماركسية، كما يتوقع المرء من دفاعه الحار عن الاشتراكية، وإن يكن يفسر الماركسية تفسيرا مثاليا، ويرفض بذلك نظرية ماركس المادية في التاريخ.
والواقع أن الاستقبال الذي لقيته أفكار باكس لا يتمشى مع قيمتها على الإطلاق، فلم يكن له تأثير يستحق الذكر، كما أن الفلاسفة الأكاديميين كانوا يجهلونه تقريبا، ولما لم يكن قد درس أو درس في جامعة، وإنما سار في طريقه الخاص، فقد لقي نفس مصير الكثيرين غيره من الدخلاء، فقد نظرت إليه الأوساط الجامعية المقفلة على نفسها باستياء؛ فأحس مثل شوبنهور - الذي كان يشترك معه في نقاط كثيرة - بشيء من السخط على «الفلسفة الاحترافية لأساتذة الفلسفة».
127
نامعلوم صفحہ