انگریزی فلسفہ میں سو سال (پہلا حصہ)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
اصناف
ولعل الأصح من ذلك أن يقال: إنه قد أصبح مجرد نعت لاحق بالإنسان أو متوقف عليه. وقد ظهر معترض آخر من الجانب الديني هو البارون فون هوجل
Von Hügel ،
98
فمذهب الألوهية عند برنجل - باتيسون، مهما كان عمق الإيمان الذي انبثق عنه، ليس في أساسه سوى مذهب ألوهي مزيف وحل وسط عاجز عن إرضاء العقل نظريا، وإن تمجيده للشخصية الإنسانية ليؤدي منذ البداية إلى استبعاد فكرة الله كما شاع فهمها. وعلينا، إذا شئنا عرضا أكثر اتساقا لهذه الفكرة، أن نعود إلى برادلي ورأيه في المطلق اللاشخصي، وإلى إلحادية ماكتجارت، أما موقف برنجل - باتيسون فهو موقف وسط، لا يرتكز على أساس متين، ويخفق في نفس النقطة التي جعل منها قمة نظريته للميتافيزيقا، أعني تعريف طبيعة الله.
نشأ جيمس سث في نفس البيئة الفلسفية التي نشأ فيها شقيقه أندرو، فكلاهما قد شب في العاصمة الاسكتلندية، التي كان يهيمن على شئونها الفلسفية فريزر وكالدروود، أستاذا كرسيي الفلسفة بالجامعة. وعلى الرغم من أن هذين لم يتأثرا بالحركة المثالية الجديدة إلا قليلا، فقد هيآ الأرض لاستقبال الأفكار الجديدة وتنميتها، وذلك حين أحيا فريزر مثالية باركلي، ورفض كالدروود مذهب هاملتن، الذي كان قبوله شائعا في اسكتلندا في ذلك الحين، كما أن الاثنين كانا من أنصار فكرة الألوهية، وفي هذا كانا قريبين من المثاليين الهيجليين. ولقد وفدت المثالية الجديدة إلى العاصمة الاسكتلندية في حوالي بداية العقد التاسع من القرن الماضي، آتية من جلاسجو، حيث كان إدوارد كيرد سفيرا واسع النفوذ للمثالية، وفي الوقت نفسه تقريبا أنشئت جمعية فلسفية جامعية في إدنبرة، كان من أعضائها شبان موهوبون مثل آدامسون
Adamson
وسورلي
Sorley
وهولدين وريتشي، والأخوان سف. وبفضل المناقشات التي دارت بينهم للأفكار الجديدة، تغلغلت جذور الحركة المثالية في المدينة التي كان يعيش فيها عندئذ - بهذه المناسبة - الرائد الأصلي للهيجلية الإنجليزية، أعني سترلنج. وعندما حل العقد الأخير من القرن الماضي أصبح ممثلان للاتجاه الجديد يشغلان الكرسيين الجامعيين بها؛ ذلك لأن أندروسث قد خلف فريزر في 1891، كما أن جيمس سث قد خلف كالدروود في 1898، وواصل الاثنان نشاطهما في التعليم بقوة ونجاح غير عاديين، إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى.
ولقد كان الشقيقان يجمعان، إلى أواصر القربى ووحدة المهنة، تشابها في المذهب، فقد كانا متفقين في جميع النقاط الأساسية، ولكن بينما كان الاهتمام الأساسي لأندرو منصبا على الميتافيزيقا، فقد اتجه اهتمام جيمس إلى الأخلاق. وهكذا طبق أفكار شقيقه على نطاق واسع في هذا الميدان، وصاغها في كثير من الأحيان صياغة أدق وأضبط، ففي بحثه - الذي أحرز في وقته مكانة عالية - عن «الحرية بوصفها مصادرة أخلاقية»، دافع عن استقلال الشخصية الأخلاقية وسلامتها ضد الاتجاه الهدام لدى الهيجليين، وبذلك ألف ما يمكن أن يعد ملحقا أخلاقيا لكتاب أخيه «الهيجلية والشخصية». وإذا كان هناك جانبان يهددان بالخطر استقلال الشخصية، الذي هو أساس كل حياة أخلاقية ومقدمتها الأولى، أعني المذهب الطبيعي، الذي يذيبها في الطبيعة، ومذهب المطلق، الذي يذيبها في الله، فإنه كان يعد الجانب الثاني أخطر. غير أن كلا هذين قد تخلى عن الحرية، التي ترتبط بفكرة الشخصية ارتباطا يبلغ من العمق حدا يجعل الوجود المتميز للإنسان متوقفا تماما عليها.
نامعلوم صفحہ