161

انگریزی فلسفہ میں سو سال (پہلا حصہ)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

اصناف

Steiner

عن الكائن العضوي ذي الأعضاء الثلاثة،

58

وقد رفض الاعتراف بأن فكرة الدولة القومية هي الشكل الوحيد، أو الأفضل، للتنظيم الاجتماعي، ودعا بدلا منها إلى نظام للإخاء واحد بين جميع الدول، وهناك ارتباط واضح بين نزعته العالمية هذه (

Cosmopolitanism ) وبين قوله بالعالم المنظم

Cosmism

في الميتافيزيقا.

وكما أوضحنا من قبل، فإن الصفة المميزة لماكنزي هي تفتيته للأرض الصلبة للمدرسة الهيجلية القديمة، وتفتحه المتزايد للأفكار الجديدة، بل لأحدث الأفكار عهدا . وقد أدى تفتحه الذهني الواسع الأفق هذا، وطريقته المرنة المتسامحة في التفلسف، وطبيعته الحذرة التي جعلته يمتنع عن ادعاء الإتيان بأية حلول نهائية؛ أدى ذلك كله إلى جعله يصلح وسيطا بين مختلف تيارات الفكر، ويرمز إلى مدى تحرر الهيجلية حتى من ذلك القدر الضئيل من التزمت وثبات العقيدة الذي كانت قد اكتسبته من قبل. فهو أوضح مثال لما أسماه بوزانكيت «بتقابل الأضداد في الفلسفة المعاصرة». ولقد كان الشعار الذي اتخذه لنفسه، والقائل: إن كل عقيدة ثابتة، في مجال الفلسفة، تجديف؛ كان هذا الشعار خير تلخيص لموقفه، فهو قد أخذ أفكارا جديدة من جميع الجهات، ووزنها واختبرها، واستبقى أفضلها، غير أنه لم ينجح على أي نحو في إدماج الجديد في القديم. وكيف كان يتسنى له ذلك وقد اشتمل الجديد على أمور متنافرة مثل خيالات «فوست» الغريبة المسرفة، وتحليل مور المفرط في التدقيق والتعمق، وفكرة الفاعلية عند البرجماتيين، ومذهب التطور الظافر

emergent Evolutionism

عند ألكسندر، وصوفية ماكتجارت الجافة، والنتائج العلمية الدقيقة التي أتت بها الفيزياء الحديثة؟ كل هذه اتجاهات لا يمكن جمعها تحت سقف واحد، ومن هنا كان ذلك الانطباع العام الذي يعطينا إياه بوجود نزعة تلفيقية لديه، ونوع من الإعياء الفكري، وعدم الاستقرار، يوضح لنا السبب الذي لم يواجه من أجله ماكنزي مشكلاته مواجهة حقيقية أبدا، وإنما تركها تدفعه وراءها دون أن يتمكن هو ذاته من السيطرة عليها. ولقد كان ذلك كله راجعا إلى حصيلته المفرطة من المعرفة، وتطرف النزعة إلى التوفيق لديه؛ مما جعله يرغب في إنصاف كل اتجاه، واستيعاب كل ما كان صحيحا وشريفا وذا سمعة طيبة. وهكذا كان ماكنزي مفكرا مهذبا محببا إلى النفس أكثر مما كان مفكرا قويا متمسكا بموقفه.

نامعلوم صفحہ