90

فلک دائر

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

تحقیق کنندہ

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

ناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

پبلشر کا مقام

الفجالة - القاهرة

ونثرهما على أسلوب آخر فقال: "بناها ودون ذلك البناء شوك الأسل، وطوفان المنايا الذي لا يقال سآوي منه إلى جبل، ولم يكن بناؤها إلا بعد أن همدت رءوس عن أعناق، وكأنما أصيبت بجنون فعلقت القتلى عليها مكان التمائم، أوشينت بعطل فعلقت مكان الأطواق"١. ومن عنده أدنى ذوق في فن الكتابة يعرف الفرق بين كلامنا وهذا الكلام. وقد نثر هذا الكتاب البيت الثاني خاصة فجاء أصلح مما قاله في نثر البيتين وهو: "سرى إلى حصن كذا مستعيدا منه سبية نزعها العدو اختلاسا، وأخذ مخادعة لا افتراسا، فأنزلها حتى استقادها، ولا نزلها حتى استعادها، وكأنما كان بها جنون فبعث لها من عزائمه عزائم، وعلق عليها من رءوس القتلى تمائم"٢. وهذا وإن كان حسنا لكن الزيادات العجيبة والتسميطات والأسجاع التي أتينا بها نحن تزرى على ما أتى به هذا الكاتب، وتتجاوزه أضعافا مضاعفة. فصل: "أنا أستعين بك عليك، فالخصومة فيك ومنك وإليك، وأستميحك عدل قضائك الذي عم الخلق وعداني، وشمل الناس وتخطاني. وأعيذ مرآة فكرك وهو الجوهر الشريف، والشغاف اللطيف، ألا يظهر فيها تلبيس

١ المثل السائر: ١/ ١٣٦. ٢ المثل السائر: ١/ ١٣٥ ومنه أصلحنا النص.

4 / 104