الفلك الدائر على المثل السائر:
١- ألف هذا الكتاب ليرد به على كتاب ابن الأثير "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر" لأنه وجد فيه -كما في المقدمة- المحمود والمردود.
أما المحمود فإنشاء ابن الأثير وصناعته، إلا في الأقل النادر.
وأما المردود فنظره وجدله واحتجاجه واعتراضه وتحامله على الفضلاء، وإفراطه في الإعجاب بنفسه، والتقريظ لعلمه وصناعته.
كذلك قصد من تأليفه إلى أن يبين لمن راقهم كتاب المثل السائر من أكابر أهل الموصل وبغداد ما في الكتاب من وجوه النقص وألوان المآخذ، وأن يعلم ابن الأثير ورؤساء بلده أن في خدم المستنصر من يفوقه علما وافتنانا.
وكان كتاب المثل السائر قد وصل إليه في غرة ذي الحجة سنة ٦٣٣هـ فتصفحه، وعلق عليه في خمسة عشر يوما كما ذكر في المقدمة، ولم يعاود النظر فيه مرة ثانية.
ولما ألفه كتب إليه أخوه موفق الدين هذين البيتين:
المثل السائر يا سيدي ... صنفت فيه الفلك الدائرا
لكن هذا فلك دائر ... أصبحت فيه المثل السائرا
وقد قدم كتابه إلى خزانة كتب الخليفة المستنصر بالله١.
_________
١ أبو جعفر المنصور المستنصر بالله بن الظاهر: بويع بالخلافة يوم وفاة والده في ١٤ من رجب سنة ٦٢٣ "١١ يوليو سنة ١٢٢٦" واستمر في الخلافة إلى أن توفي في ١٠ من جمادى الآخر سنة ٦٤٠ وله آثار جليلة في بغداد منها المدرسة المستنصرية، وكان شهما جوادا عادلا.
4 / 21