عنه بكل ما يتهيأ النيابة فيه من المفروض كما رتبناه في رد المظالم واستدراك الجرايم.
ولينظر في أمور عياله وأمواله وليكن وصيته حقيقة ومعنى إلى الله جل جلاله ويتخذه وكيلا فكفى به قيما ببلوغ آماله ثم يسندها صورة وظاهرا إلى من عرف منه في أيام حياته مراقبة لله جل جلاله في مقاله وفعاله فان تعذر ذلك فيسندها إلى من عرف أو يرجوا منه ان يكون من أهل المروات وذوي البيوتات ممن لم يعرف له التهوين بالأموات ولا الإضاعة لأهل المودات فان تعذر ذلك فيسندها إلى أهل الثروة واليسار وذوي الحياء مع القوة والاقتدار فان تعذر ذلك فيسندها كما قلناه إلى الله جل جلاله بالتفويض إليه والتوكل عليه فإنه ان صدق تفويضه وتوكله أقام الله جل جلاله من يقوم بعده في عياله وأمواله أكمل مما يؤمله وان لم يكن حاله في حسن الظن بالله جل جلاله واليقين قد بلغ إلى هذا المقام المكين فيسند وصيته إلى أقرب من يرجو منه حصول القيام من أهل الذمام والاهتمام.
ومن صفات العارفين إذا كان لأحدهم ما يبقى بعده للوارثين انهم يراعون قلوبهم وعقولهم فان وجدوها تترك ما يتركونه من التركات خدمة لله جل جلاله وامتثالا لامره الشريف في معونة من يصل إليه من الوراث وأهل الوصيات بادروا إلى ذلك على هذه النية الصادقة وكانوا كأنهم قد أنفقوها لله جل جلاله أيام حياتهم الفانية وهؤلاء ما تركوا تركة في التحقيق وانما حملوها معهم زادا لبعد الطريق وجعلوها من الوسايل إلى نجاح المسائل في القرب من المالك الرحيم الشفيق.
صفحہ 65