مسكين مستكين إلى الاهمال والتبسط والاشتغال بغير العبودية والخدمة والمعاملة لمالك يوم الدين ويلك اما ترى انك كنيف بيت العذرات وحمال أرذال القاذورات ونزاح بيت طهارة جسدك لعلك تفعل ذلك كل يوم وليلة مرارا بيدك ولا مخلص لك من هذه الصنعة الخسيسة إلى أن تموت ويحك كيف رفعت رأسك من شعار الذلة والقلة لصاحب الجبروت ومالك الملك والملكوت اما تعلم أن بدايتك من نحو أبيك من نطفة مدرة وانها خرجت من محل الأبوال القذرة ثم أنت بعد ذلك حمال وغسال العذرة ثم تكون بعد الموت جيفة نكرة طأطئ رأسك ذلا وحياء وخجلا واخفض صوتك خوفا ووجلا واعرف خساسة قدرك وانظر في تدبير امرك واسع لمولاك في فكاك رقبتك من أسر العبودية وفى اخراجك من ذل هذه الخسايس الردية وتوصل وتوسل في عتقك من رق الأسئار وان يجعلك من الأحرار ويؤهلك للمقام في دار القرار ويرفعك بذلك عن هذه الصنعة الخسيسة التي أنت فيها نزاح بيوت الطهارات وغسال العذرات ويهدم هذا الجسد السخيف ويعمره على بناء شريف منزه عن هذه الأقذار يصلح للمقام فيما ذكرناه من دار دوام المسار فهذا التوصل والتوسل قد جعل في الدنيا فان قنعت بالدون فأنت المغبون والذنب لك والمصيبة عايدة عليك وإذا أراد العبد المبتلى بهذه الأشياء في دار الفناء الدخول إلى بيت الخلاء فيحتاج ان يعرف أمورا قبل الدخول ليكون على علم مما يفعل أو يقول.
فمن تلك الأمور إذا كان على الاختيار في المأثور ان يغطى رأسه قبل الدخول ان كان مكشوفا وأن يكون موضع قضاء حاجته مصونا عن من ينظر إلى عورته وإذا أراد الجلوس لذلك فلا يكون مستقبل القبلة
صفحہ 47