بسم الله الرحمن الرحيم
يا من الهم حمده كل ناطق وجماد، وعلم عبده من الحكم ما تقف دونها الاوهام، ولا تدرك بالسعي والاجتهاد، اسألك بمن اطلعت طلعته فى سماء الوجود شمسا ضاحية، واسطعت شريعته حتى اضحت لمن هام فى ليل الاوهام صاحيه، سيدنا محمد صاحب المقام المحمود والحوض المورود، ساحب ذيل الشرف الذي لا يخلق جلدته الزمان ولا يبلي جلدته الجحود، المرسل رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا، ودعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا، فصل اللهم عليه صلاة لائقة بجنابه وسلم عليه وعلى اله واصحابه
اما بعد فيقول فقير ربه، واسير وصمة ذنبه، خير الدين بن تاج الدين الياس زاده جعل الله التقوى زاده، انه لما رايت التفات مولانا وسيدنا السيد الشريف كهف التقوى، وملاذ الضعيف فرع الشجرة الزاهية وطراز عصابة الفتوة النامية، ملك الحجاز وابن ملوكه، الذاب بصارمه المهتد عن غنيه وصعلوكه، مولانا وسيدنا السيد الشريف عبد المحسن ابن المرحوم المبرور مولانا الشريف احمد بن مولانا الشريف زيد بن المرحوم مولانا الشريف محسن بن حسين بن مولانا الشريف حسن بن المرحوم مولانا وسيدنا الشريف ابي نمى بن نكات بن محمد بن حسن بن عجلان بن رميثة بن ابي نمى بن الحسن بن علي بن قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمن بن علي بن عبدالله ابن محمد بن موسى الثانى بن عبدالله الثانى بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن مولانا امير المؤمنين على بن ابى طالب كرم الله وجهه ورضى عنه
شعر
صفحہ 1
:. نسب تحسب العلا بحلاء :. قلدتها نجومها الجوزاء:.
:. ادم الله تعالى دولته مشرقة النور باسمة الثغور وأبد صولته يانعة الزهور. امين. وذلك لما بلغنى من الميل الى حسن الرياض النظرة والاعتناء بحدائقها العطرة والاستشراف الى محاسنها الزاهية الزاهرة. اردت خدمة جنابه والانتساب الى على اعتابه وان كان انتسابي اليه ثابتا قديما وحديثا واندراجى فى سلك خدامه عن الاجداد مورثا ولكن فى ذلك تنبيه على ما كاد ان يخفى مع كمال الظهور
كما قيل:.
:.كان من شدة الظهور الخفا :.جاريا مجرى تمثيل:.
فاتحفه بهذا التاليف الذى جمع فاوعى واحتوى على مهمات هذا الفن جنسا ونوعا اذ علم الفلاحة من المهمات للانسان والحوايج الاصلية لبقاء الحيوان وقل الاعتناء به فى غالب البلاد وان كثرت اليه مصالح العباد اذ به يحصل قوام البدن ويتصل به الى اداء العبادة على الوجه الاحسن وقد اقتصر الناس في زماننا على مجرد عاداتهم فى الزراعة من غير مرجع الى اصل به يهتدون واتبعوا ما استمر عليه قواعد الفلاحة فهم به يقتدون وعليه يرجعون من غير نظر ولا تدبر ولا تامل ولا تذكر على ان هذا العلم سبب لاصلاح الزراعات وغلة تامة لدفع العاهات عنها والافات وبالزراعات تكون الاقوات وبها قوام البلد واداء العبادات وبذلك العلم يعلم محل هذا العلم فى الاحتياج اليه ويحكم بان المعول فى الفلاحة عليه
ذكر صاحب المصايد والمطارد ان الخليل بن احمد كانت صنعته الصيد وكان له بازى يتصيد به ونقل عن ارسطاطالس انه كان يقول اول الصناعات الضرورية الصيد ثم البناء ثم الفلاحة ووجهه ان الشخص اولا يطلب قوام بدنه وهو الغذا فاذا حصل له طلب ما يمكنه وهو البنا فاذا حصل طلب الادخار فزرع وغرس
صفحہ 2
وذكر فى خلاصة الحقائق للفارابي ان النبى صلى الله عليه وسلم استقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه عند مرجعه من غزوة فاخذ يده بيده فوجدها خشنة فقال عليه الصلاة والسلام يا سعد ما هذا قال اضرب بالمروة والمسحاة وانفق على عيالى فقبل النبى صلى الله عليه وسلم يده وقال هذه لا تمسها النار انتهى
قلت والفارابي المذكور احد شيوخ الشيخ محى الدين بن عربى نفع به المسلمين ذكره فى الفتوحات واسمه على بن عبدالرحمن وهذا الكتاب المسمى بخلاصة الحقائق له كتاب كبير جمعه من مائة وسبعين كتابا فى طريق القوم وانما كانت مكة ليست بذات زرع مع ما ذكرنا من فضله فلان السر فيه كما ذكر الفاكهى فى تذكرته نقلا عن كشف الاسرار لابن العبادات من وجوه وضع الكعبة بواد غير ذى زرع لئلا يستوطئها الجبابرة ولفضيلة الفقراء ليقال لولا فضلهم لما افقر سكان بيته وحرمه ويستفرغوا لخدمته فلا يشتغلوا بزرع ولا غيره ولا ينافيه وقوع بعض الزراعة فيه كما هو مبسوط فى كتب التفسير والى دفع الايراد كل محقق يشير استخرت الله سبحانه وتعالى الى وضع تاليف وجيز وتصنيف للمهمات حريز جامع لقواعد عزيزه الوجود مانع لكل افة عند رعايتها عن الورود فجاء بحمد الله تعالى بالمقصد وافيا كافلا للمراد كافيا
صفحہ 3
وسميته بفلاح الفلاح والله اسال وبنبيه اتوسل ان يجعله من القبول بمكان وينفع به كل طالب وبالله المستعان وقد رتبته على خمسة عشر باب ᵒ ᵒ ᵒ
الباب الأول في الاستدلال على وجود الماء في الابار
الباب الثاني في حفر الابار
الباب الثالث فيما يكثر الماء في الابارʘ
الباب الرابع فى اجراء القنوات وحفر الحياض وما يتعلق بالثانية
الباب الخامس فى معرفة الاراضي الصالحة من غيرها
الباب السادس فى معرفة تغير الاهويه
الباب السابع فى ذكر دلائل المطر
الباب الثامن فى معرفة اى الزرع يخصب فى كل عام
الباب التاسع فيما يدفع الافات عن الشجر والزرع
الباب العاشر فى كيفية زرع الاشجار والخضروات
الباب الحادي عشر فى الاوقات المناسبة للزرع والغرس وفيه شدرة فى بعض المسائل الفلكية المتعلقة بالزراعة ثم فصل فى مسائل معروفة من علم الفلك يحتاج اليها الفلاحون ويلحق بها معرفة طالع الشخص بالحساب
صفحہ 4
الباب الثاني عشر فيما يدفع سائر الهوام
الباب الثالث عشر فيما ينفع من الرقى والادوية المفردة لدفع السموم مطلقا يحتاجه الفلاح جدا والله اعلم
الباب الرابع عشر فى سماع القثا والفواكه والثياب
الباب الخامس عشر فى سماع الغنا والاشعار من الفلاحين عند سياق السانية فاقول وبالله تعالى التوفيق
ᵒ ᵒ الباب الاول ᵒ ᵒ فى الاستلال على وجود الماء فى الارض المخيله بالنظر الى ظاهرها والاستدلال بمنابت تظهر على وجه الارض لا يجوز ظهورها وهي بالقرب من ماء تحتها
فاقول اعلم ان الجبال فيها مياه باطنه يظهر على سفوحها ندى بين يوجد باللمس باليد ويرى بالعين وخاصة فى اول ساعة من النهار واخر ساعة منه فان ظواهر تلك الجبال ترى كان على وجهها عرقا وندى فمتى اردت اليقين بذلك فخذ شيئا من تراب سحيق فغبر به وجه تلك الحجارة اعني حجارة الجبال وانظر الى العشى ان رايت ذلك الغبار قد تندى ففى ذلك الجبل ماء كامن وعلى قدر كثرة الماء وقربه يكون كثرة الندى وان كان بعيدا او قليلا كان ذلك الندى قليلا ضعيفا وقد يستدل على كون المياه في اغوار الجبال بالسمع بالاذان فان الماء اذا كان كامنا كان له دوى اذا كان متوسطا او كثيرا ثم ان كان ذلك الدوى دائما على حال واحد لا يختلف فهو صوت ماء وان اختلف فهو صوت ريح ان كان له منانق وقد يستدل على الماء من سطح الارض وهو ان ينظر الى وجه الارض فان كان صويتها (؟) انها ارض سمينة دسمة التربة سوداء اللون او شديدة الغبرة لزجة فى المجىء اذا اصابها ادنى ماء فاعلم انها ارض ماء وان الماء فى غورها وعمقها كثير وقد يستدل على الماء فى غور الارض من حيث قلته وكثرته او عدمه من طعم التربة اعنى تربة الارض فان كان طعمها عديم المرار والملوحة وطعمها تفها فاقض عليها انها ريانة ذات ماء فان كانت الارض لزجة رخوة سودا الدسم واذا عجنت شيئا من ترابها يكون فيه صمغة فهي ارض ريانة فيها ماء كثير وقد يستدل على ذلك بالنبت الكائن على الارض ومنه الحمئة والنبات المسمى بالخبازي والعوشج الصغير فهذه تنبت فى الاراضي الندية القوية الماء من سطحها ومن ادل النبات على قرب الماء النبات المسمى بلسان الثور واما الحبق البرنى فانما ينبت على ماء قريب جدا واصناف القصب لا تنبت الا على ماء كثير طاهر دائم وكذا البابونج وقد يستدل على ذلك برائحة التراب وذلك ان التراب اذا كان بينه وبين الماء فى غور الارض اذرع يسيرة كان ريحه مثل ريح الطين المستخرج من السواقي والانهار الدائمة تجف على جفافها فان له رائحة غير رائحة التراب القشف الدائم الجفاف وهذا انما يعرف بالدراية وينبغي ان يديم الطالب الطلب لذلك ثم هذا وهذا والفرق بينهما وقد يستدل على ذلك(؟) بالطعم ايضا وذلك ان تحفر مقدار عمق ذراع واحد من الارض ثم تاخذ من التربة التي فى عمق تلك الحفرة فتذوقه وتتطعمه فان كان يضرب الى مرارة فالارض عديمة الماء وكذا ان ضرب الى عفوصة وكذا ان ضرب الى ملوحة حادة وان ضرب الى ملوحة خفيفة عذبة فهي اقرب قليلا وان كان يضرب الطعم لا طعم له فالماء فيها قريب وان يضرب الى التفاهة فالماء من سطحها قريب ولينبغى ان يعمل من النحاس او من الاسرب والخزف اناء كهيئة نصف دائرة كرة تسع احدى وعشرين رطلا من ماء الى تسعة ارطال وتجعل فى قعرها قطعة شمع مذاب ويلصق بذلك الشمع صوفه الصاقا جيدا وان الصقته بالزفت كان اولى ولتكن الصوفة بيضا منقوشة وامسح حيطان الآلة من داخلها بالزيت الشامى الجيد ثم كب هذه الآلة على حرفها فى جوف الحفيرة التى حفرت ثم الق التراب على هذه الآلة وطمها فى الحفيرة جدا واتركها يوما وليلة ثم انبش التراب عنها اخر الليل قبل طلوع الشمس واخرجها وانظر الى الصوفة فان وجدتها مبتلة قد عرقت وترطبت فاستدل بذلك على ان المكان في تلك الارض ذا ماء غزير او قليل بحسب ما تجد من كثرة البلل وقلته والا فاعلم ان تلك الارض ليس فيها ماء قال ابو بكر بن على بن قيس العيسى المعروف بابن وحشية فى كتاب الفلاحة النبطية الذى الفه سنة ٢٩١ واملاه على بن ابى طالب احمد بن الحسين بن على بن احمد بن عبد الملك الزيان وقد طالعت ذلك الكتاب من اوله الى اخره وهو كتاب لم يؤلف مثله فى هذا الفن بسيط جدا مقدار القاموس او اكبر انه قد يستدل على وجود الماء وعدمه بالاسفنج وذلك ان يؤخذ ويدهن بالزيت ويعلق في حفيره مستديرة صحيحة الاستدارة سعة داخل استدارتها ذراع ونصف وعمقها اربعة اذرع وتعلق فى اى موضع احببت ان تعرف هل فيه اولا من الشقوق الموجودة في الاودية وليكن تعليقها نصف النهار ثم يغطى الاسفنج بشئ اى شيئ كان ويترك ليلة ثم ينظر اليه قبل الشمس ويلمس باليد فان كان نديا فتلك البقعة ذات ماء وان وجد الاسفنج كما وضعه فليعلم انها خالية
صفحہ 5
الباب الثانى فى حفر الابار
اعلم ان احسن اوقات حفر الابار وتنحيرها عند طلوع سهيل لان المياه تفور فى ذلك الوقت واما وضع ابنيتها فعلى التثليث والتربيع والتدوير وهو الاكثر بالمدينة المنورة وينبغى فى حفر الابار اذا رايت الارض صلبة ان توسع استداره البئر باكثر من المقدار المعهود للبير فان كانت الارض رخوة ينبغى ان يضيق ويعمل فى حفرها بالنباطى قليلا قليلا ولا تستعجل الحفارون فى العمل بل يتمهلون جهدهم ويمسكون عن الحفر ثم يعودون اليه الى ظهور الماء فاذا ظهر الماء ينبغى ان يوسعوا مواضع الينابيع وسطوحها تسطيحا على الارض ويعملوا في التراب الصلب ضد ذلك فاذا بلغوا الماء فينبغى ان يكفوا عن العمل ساعة نبعه وياخذوا شيئا من الماء فى كوز ويذوقوه فان كان حلوا فيعملون وان كان متغيرا يمسكون عن العمل ويصعدون عن البير ويعيدون ذوق الماء فان كان متغيرا فلينظروا الى تغييره فان كان الى الملوحة يتمون العمل وان كان فيه مرارة يكفون عن العمل ويغطون البئر وينصرفون الى غد ثم يعودون الى العمل كما كانوا فيتمونه فان وجدوا للبئر بخارا باردا عند عودتهم الى العمل من الغد واي بئر وجد النازل اليها بخارا رديئا ينبغى ان يشعل شمعة وتدلى الى البئر فان انطفت ينبغى ان يشعل سراجا او نفاطة بغير نفط ولا زيت بل ببعض الادهان التي تشعل بها النار مثل شحم البقر وشحم الغنم وغير ذلك فان انطفا السراج فاعلم ان بخار هذه البئر خبيث فاشعل السراج بودك الخنزير او بودك شحم الماعز الذكر فان انطفا السراج فالصواب ان تعطل هذه البئر فان بخارها قاتل فلا يدنو منها حفار ولا غيره وقد ذكروا ان الانسان يعيش حيث تبقى النار ولهذا كان من اراد الدخول الى بعض الاهرامات ونحوها يقدم امامه سراجا فان بقى تبعه والا تركه وكثيرا ما يظهر عند الحفر ملوحة الماء وذلك لتعدد المنابع فيها فليعتبر كل منبع منها فان وجد بعضها حلوا فهو مخير بين ضرب الخابور فى المنبع المالح او سده بنحو اللاقون وان كانت معينا لا يتسير لك الوقوف على تعداد المنابع كان لك التخيير بكثرة الجيد منها وان كانت لسانية فالمداومة ماثورة البتة
صفحہ 9
وقد ذكر المرجانى المؤرخ عن بن جريج قال سمعت ان خير واد على وجه الارض وادى مكة وخير بئر على وجه الارض بئر زمزم وشر واد على وجه الارض وادى حضرموت وشر بئر على وجه الارض بئر برهوت وحضرموت شرقى عدن موضع حضر فيه صالح عليه السلام الموت ومات فيه فسمى بهذا الاسم انتهى
صفحہ 10
قلت واما سكانها فمن اصلح اهل الارض واحسن الناس سمتا •
وقد ذكر الشيخ ابو الحسن البكرى فى تفسيره فى قوله تعالى وان منكم الا واردها قال يستثنى من ذلك اهل حضرموت لانهم اهل ضنك في معيشة وهى احدى القريتين التي تسمى احداهما تريم وهى تنبت الاولياء كما ينبت البقل واهلها اهل رياضة وبها نخل كثير وقوت اهلها التمر وكان فيها عيون كثيرة ومعن بن زائده احد الاجواد سدها عليهم والزمهم لبس السواد فعد ذلك من سيئاته
وحكى ان بعض المغاربة جاء اليها فى زمن السلطان بدر الكثيرى واراد فتح عيونها فمنعه من ذلك خوفا عليها من الروم لانه ليس على وجه الارض اعدل هواء وتربة منها وليس بعد الحرمين والقدس افضل منها كما يقال ويقال ان بمقبرتها جماعة ممن شهد بدرا مع النبى صلى الله عليه وسلم ويقال ان ابا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه دعا لها بكثرة الصالحين انتهى
صفحہ 11
قلت واستثناء الشيخ اهل حضرموت لم اقف له فيه على مستند وذلك لا يمكن القطع به الا بتوقيف واحسن ما رايت في هذه الاية قول جلال الدين السيوطى فى حديث حظ المؤمن من النار اى من الورود المذكور وهو من الحسن بمكان عظيم واهل حضرموت هؤلاء لم يكونوا داخلين تحت طاعة امام اليمن بل لهم ملك مستقل من آل كثير والسلطان بدر المعروف بابى طويرق وهو اول من ظهر ودخل تحت وطأته الشجر وكان في اوائل المائة العاشره ومات بمكة وهو ابن عبدالله بن جعفر بن السلطان عبدالله وعبدالله هذا هو اول من تسمى بالسلطان وضربت بين يديه الطبول من آل كثير وهو ابن على الذى هو اول من ملك من آل كثير ظفار وهو ابن عمر بن جعفر بن بدر بن محمد بن على ابن كثير وهم من بنى طنه وبنوا طنه يرجعون الى بنى حرام وبنوا حرام من آل قحطان
•••
•
الباب الثالث فيما يكثر الماء في الابار والانهار وقد يحيل طعمها من المرارة الى الحلاوة وهو من اجل الفوائد التي تشد اليها الرحال
صفحہ 12
فمن ذلك ان تاخذ مكوكا من ملح ويخلط بمثله من الرمل الماخوذ من نهر جار وينجم تحت القمر والنجوم ليلة ثم يوخذ فيدر على اصل النهر ويلقى فى البئر فى كل يوم سبع حثيات ملء الكف اليمين وما حملت فقط فانه عند استكمال ذلك تبين من الزيادة شئ كثير وله طريق اخر وهو ان يعمد الى العين فيحفر على بعد ثلاثة اذرع منها حفيره عمقها ذراعان ثم يحفر على استدارتها حفاير عده كذلك ثم يشعل فيها النار بخشب الطرفا او القصب البابلى ثلاثة ايام متوالية لا يفتر عن الوقود الا فى وقت يكون مقداره قصير المدة ثم يجمع بعد ذلك ما حصل له من الجمر فى تلك الحفائر ويغطى الجمر بالرماد ويتركه كذلك حتى يبرد وبرودها يكون فى يومين وليلة او فى يوم وليلتين فان الماء يزيد ينبوعه ويكثر وعلى هذه الصفة يكون عمله فى الابار ذوات الغور والعمق وهو ان يحفر بئرا على مقدار عمق تلك البئر حتى يعلم ان الحفر قد افضى به الى موضع فيه موازات الماء الذى فى البئر فاذا علم ذلك فليوقد فيها النار وليكن خشبا صلبا اما خشب الزيتون او الكمثرى او التوت او ما اشبه فان تعذرت فخشب الغرب لكن مع كل شئ يوقد في هذه الابار والعيون من خشب الطرفا شئ فان ذلك هو المعين وليكن وقوده ثلاثة ايام بلياليها عند بعضهم دائما ثم يتركها يوما واحدا ثم تطم تلك البير وتترك فانه يظهر لها زيادة كميه من الماء عجيبه وهذا العمل ربما غير طعم الماء الى خلاف طعمه ان كان عذبا غير عذوبته الى الملوحة وان كان مالحا جعله عذبا باذن الله تعالى
صفحہ 13
قلت اما استحالة الماء العذب ملحا فقد يحكم العقل به باعتبار العادة واما عكسه ففيه بعد ونظيره استحالة الطعام الى الرجيع دون عكسه فان قيل ما الحكمة فى ان بعض البقاع ماؤها حلو دون البعض
قلت نقل الجلال السيوطى رحمه الله ونفعنا به انه قال اخرج ابن ابى حاتم عن ابى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه انه قال خرجت اريد اشرب ماء المر فمررت بالفرات فاذا الحسن والحسين فقالا يا ابا سعيد اين تريد قلت اشرب ماء المر قالا لا تشرب ماء المر فانه لما كان زمن الطوفان امر الله سبحانه وتعالى الارض ان تبلع ماءها وامر السماء ان تقلع فاستعصى عليه بعض البقاع فلعنه فصار ماؤه مرا وترابه سبخا لا ينبت شيئا انتهى وفى عدم اقتصاره على لفظ سبخا مع التقييد لعدم انبات شيء دافع ما لعله ان يرد ان بعض البقاع الشريفة متصفة بمرارة الماء مع سبخ التربة فتفطن ونقل القطب المكى عن القاضى حسين المالكى المكى المشهور انه ذكرت بمجلسه اية لو نشاء لجعلناه حطاما وهو قوله لو نشاء جعلناه اجاجا ان اللام تزاد للتاكيد وذلك ان جعل الزرع حطاما مما قد يفعله الانسان بخلاف جعل الماء اجاجا فانه ليس فى قدرة الانسان فلما كان كذلك اكد الله عز وجل نسبته الى نفسه دفعا لتوهم مدخلية الانسان فيه ولم يؤكد الثانى لعدم جريان التوهم فيه وهذا من خصائص القاضى حسين المذكور وقد رايت بعض العلماء سئل عن الحكمة فى زمزم مع كونها اشرف الابار وقد جمعت من الفضائل مالا يشاركها غيرها فيها وهى غير شديدة الحلاوة بل لا تخلو من نوع ملوحه هى عين الحلاوة
صفحہ 14
فاجاب بان مكة شرفها الله تعالى عين الدنيا ولا بدع ان كان ماء العين مالحا وهو جواب من اللطف بمكان عظيم والذى لاح لى من الجواب عند تأليف هذا الكتاب ان الحكمة فيه اظهار فضل ذلك الماء لذاته لا لوصف زائد فانها لو كانت شديدة الحلاوة ربما اسند ما ورد فيها وعلل بالحلاوة وانما كان لخصوصية بذلك الماء والله اعلم حيث يجعل رسالاته وفيه ارشاد الانسان بان الله سبحانه وتعالى يضع اسرارا عظيمة فى بعض مخلوقاته مخالفة لما يقتضيه ظاهر الحال اذ ظاهر الملوحه وعدم الحلاوة يقتضى الفضوليه لكن ورد فى الحديث ان الله سبحانه وتعالى لا ينظر الى صوركم بل ينظر الى قلوبكم ومن تامل ذلك بعين قلبه استخرج منه مالم يخطر على بال ولى في الغيب أمال
صفحہ 15
وما مياه اراضى المدينة فمختلفة جدا فمنها الحلو العذب كابار العقيق ووادي الجرف وجفاف وابار قبا لا ينكر فضلها كالقويم وبئر اريس وكان مجرى مائها الى المدينة الشريفه على وجه الارض بسانيه على قنطرة اثارها باقية تخرج ببطحان على خط الطريق نقله السيد محمد كبريت
واما ابار العالية فهى هماج الا ما شذ مع كون ارضها اصح من كثير الجهات المدنية بل وفيها الماء المر الذى لا ينتفع به وكل ذلك لا يخلو عن حكمة ولم ار لذلك نظيرا الا الانسان فانه جمع انواعا فى ذلك الحلو والمالح والمر لحكمة عظيمة تكفلت بها كتب الحكمة ويقال ان اليهود والنصارى اتفقوا في زمن الشيخ ابى بكر الباقلانى على المناظرة مع المسلمين ويرجع كل منهم الى ظهر حقيه مذهب الاخر فجلس سلطان الكفرة في موضع جعل بابه قصيرا جدا وارادوا بتقصيره دخول الشيخ ابى بكر منه لينحنى تعظيما لسلطانهم وان لم يكن من قصده التعظيم فلما دخل الشيخ دخل على قفاه مستدبرا له فساله النصارى وقالوا ان نبيكم يقول اهل الجنة ياكلون ويشربون ولا يتغوطون وقال تجرى انهار ثلاثة خمر وعسل ولبن في موضع واحد ولا يختلط بعضها ببعض وقال في الجنة سدرة المنتهى لم يكن من بيوت الجنة بيت الا وهو فى ظلها وقال اهل الجنة يجامعون ولا يحملون وقال يعطيهم الله ما يريدون ولا ينقص من خزائن ملكه شئ وانتم تقولون ان كل ما في الجنة فله شبيه في الدنيا فما اشباه هذه
صفحہ 16
فاجاب الباقلانى بان الاول نظير الجنين فى بطن امه يتغذى من لبن امه المستحيل عن دم الحيض وليس له فضلات واما الثانى فنظيره ما فى العين والاذن والفم فان ماءها واحد ويخرج منه الى العين مالح والى الاذن مر والى الفم حلو ونظير الثالث الشمس اذا كانت على سمت الراس اضاءت لاهل الدنيا ونظير الخامس سراج يد إنسان لو سرج منه جميع أهل الدنيا ما نقص منه شئ
ثم قال انا اسالكم سوالا واحدا ما على باب الجنة مكتوب فاطرق رئيسهم فاقبلوا عليه يوبخونه فلما تعب منهم قال ان اجبته صدقتمونى قالوا نعم قال مكتوب على باب الجنة لا اله الا الله محمد رسول الله فاسلم واسلموا كلهم ومما ينبغى التنبيه عليه ان الماء بحسب طبعه ابرد من الارض وقد ذكرالشيخ في الاشارات ان الهواء ارطب من الماء بطبعه للبرودة فى الغاية وللرطوبة فى الغاية قال البهاء العاملى وكشكوله وهنا اشكال وهو ان الماء يجمد باستيلاء البرد عليه واذا كان غاية البرد مقتضى طبعه كان الجماده بمقتضى طبعه وعدم الجمادة لملاصقته الهوا الحار المانع من العود الى مقتضى طبعه ومما يدل على الجمادة بمقتضى طبعه ان الجمد ماء لم يتسخن بامر خارج لا يذوب واذا كان الجمادة بمقتضى طبعه لم يكن رطبا بطبعه فاما ان يلزم ان غاية البرد ومقتضى طبعه او ان الرطوبة ليست مقتضى طبعه وكلاهما خلاف ماهم عليه كذا قيل وفى هذا الاشكال تامل لا يخفى على المتامل انتهى
صفحہ 17
•
الباب الرابع فى كيفية اجراء القنوات وحفر الحياض وبعض ما يتعلق بالسانية ونحوها
اعلم انك اذا اردت اجراء الماء فى القنوات ولغرف الموضع الذى يصير فيه الماء على وجه الارض فقف على راس البئر وضع عضادة الاسطرلاب على خط المشرق والمغرب وامر شخصا ياخذ قصبة يساوى طولها عمقه ويبعد عنك فى الجهة التى تريد سوق الماء اليها ناصبا للقصبة الى ان ترى راسها من ثقبتى العضادة فهناك يجرى الماء على وجه الارض وان بعدت المسافة بحيث لا يرى راس القصبة فاشعل فى راسها سراجا واعمل ما قلناه واعلم ان وضع الحياض فى الرياض من اعظم المعين لسقية البساتين بل ثبت عندهم بالتجربة ان وضع البركة فى البستان يقوم مقام دابة او دابتين وربما حدث فى الثانية نوع تعطيل ولولا وجود مجمع الماء لادى ذلك الى موت الزرع بسرعة ومما ينبغى مراعاته ان يجعل قف البئر ما يسع قلتين من الماء ليصح الوضوء منه عند الشافعى اذ بمجرد خروج الماء الى القف يننجس بوصول ارشيه البئر الملامسه لروث الدابة فى مجاريها تم دخولها فى الماء الكائن فى القف الا اذا كان يسع قلتين فانه يكون كثيرا واما مذهب الامام ابى حنيفة النعمن فيجوز الوضوء من الماء الجارى من القف وان لم يكن اصله عشرا فى عشر لكونه ماء جاريا وبه افتى بعض المتاخرين والذى يتتجه لى عدم الجواز لان ذلك الماء لا يخلوا من عين النجاسة المشاهدة عند تناول ذلك الماء وهو كونه كثيرا لكن مع وجود عين النجاسه المشاهدة عند تناول ذلك الماء وهو كونه كثيرا لكن مع وجود عين النجاسه لا تنفع الكثرة فتامل فتامل ومقدار القلتين المساحة فى المربع ذراع وربع طولا وعرضا وعمقا وفى المدور ذراعان طولا وذراع عرضا والمراد بالطول والعمق ما بين حائطى البئر من سائر الجوانب ولا باس بذكر بعض القواعد التي يعلم منها سعة الحياض باعتبار المساحة ومساحة البركة كذلك فانه من اهم الاشياء وربما نفعك ذلك فى اعتبار مساحة الارض المزروعة فاعلم انه لا يخلو اما ان يكون الممسوح او مثلثا او مدورا او مقوسا فان كان مربعا وتساوى اضلاعه الاربع فمعرفة مساحته ضرب طوله فى عرضه نحو
صفحہ 18
[١٦] فاضرب الاربع فى الاربع فالخارج ستة عشرا وهى مساحته وان كان مستطيلا بان كان طوله اكثر من عرضه فمساحته ان تضرب احد الطولين فى احد العرضين يكون ذلك جوابه مثاله
٨ |
فاضرب اربعة فى ثمانية يكون اثنين وثلاثين وهو المساحة وان كان مختلفا جوانبه وهو المسمى بالمنحرف فمعرفة مساحته ان تجمع الطولين وتجمع العرضين وتضرب نصف احداهما في نصف الاخر تحصل المساحة مثاله
| ٥ |
فاضرب تسعة فى خمسة فالحاصل خمسة واربعون وماعدا ذلك من الاشكال المثلثة وغيرها فربما لا يكون محتاجا اليها فى ذلك وعليك بشروح خلاصة الحساب تحط به علما
تتمة لا باس بذكرها لقرابتها ذكر بهاء الدين العاملى فى الكشكول انه ربما يعلم مساحة الاجسام المشكلة المساحة كالفيل والجمل بان يلقى فى حوض مربع ويعلم الماء ثم يخرج منه ويعلم ايضا ويمسح ما نقص فهو المساحة تقريبا انتهى
صفحہ 20
تكميل ذكر السيد كبريت في الدرة الثمينة واشتهر عند اهل الفلاحة ان المجار الشامى اوفق بالصيغة وسره الانحدار الطبيعى ومساعدة الهوى انتهى
الباب الخامس فى الارض
اعلم ان الارض الصما كارض قبا والعريض وجفاف فهى من اطيب اراضى المدينة وتنجل بالدمن والنعمه والرماد وغرسها من اطيب الغرس واصبره على الظما وربما صبر نخله ثلاث سنوات واما الارض الرخوة كارض العالية وبعض السوافل فهى من اوسط الارض وتختلف فى نفسها اطيبها احلاها ماء ويحسن فيها الغرس ويطيب فيها النخل وربما صبر عن الماء سنتين واما الارض المرمولة كالحسا والعقيق والجرف فهى من احسن الاراضى واطيبها نخلة مع الماء الكثير ولا يصبر نخلها عن الماء اكثر من سنة واحدة ويظهر التفاوت فى كرمها من قلدين كذا نقل السيد محمد كبريت المدنى
ويحكى ان تبع الحميرى لما قدم المدينة بعث اليها زايدا يختبر مزارعها فلما رجع قال العريض للحب والتين والجرف للحب لا التبن والسوافل لا للحب ولا للتبن قال السيد وكان على عهد تبع بالمدينة ستة عشر الف بير سانيه
صفحہ 21
الباب السادس في معرفة تغيير الاهوية من علامات يستدل بها عليها مشاهدة وطبائع الاهوية
اعلم ان الشيخ الاكبر محيى الدين بن عربى نفع الله تعالى بعلومه ذكر فى الباب الثامن والتسعين ومائة ١٩٨ أن الصبا ريح القبول وسميت الصبا قبولا ابتداء لان العرب لما ارادت ان تعرف الرياح استقبلت مطلع الشمس فكل ريح تهب عليها من جهة مطلع الشمس استقبلته فسمته قبولا وما اتى من الرياح غير دبر في استقبالها ذلك تسمى دبورا وهى الريح العربية وما اتى منها فى هبوبها عن الجانب الايمن سمى جنوبا وعن الجانب الشمال سمى شمالا وكل ريح بين جهتين من هذه الجهات تهب تسمى نكبا من النكوب وهو العدول اى عدلت عن هذه الاربع الجهات وفى القاموس الريح الازيب هو الجنوب والجنوب ريح يخالف الشمال مهبه من مطلع سهيل الى مطلع الثريا انتهى
وقد ذكر السيد محمد كبريت ما يخالف ما تقدم فقال الارياح اربعة الصبا والشمال والجنوب والدبور اما الصبا فهى حارة يابسه ومهبها من نقطة المشرق الى نقطة الشمال وذلك مطلع الفجر واما الشمال بفتح اوله وتسمى القبول فهى باردة يابسة ومهبها من نقطة الشمال الى نقطة مغرب الاعتدال وهي تصلح للتدرية واما الدبور فهى باردة رطبة مهبها من نقطة المغرب الى مطلع سهيل وهى ريح التدرية واما الجنوب فهى حارة رطبة مهبها من مطلع سهيل الى نقطة المشرق والصبا تزيل البلغم وتحرق الصفرا وتمنع النزلات وتولد الحكة والجرب وعكسها الدبور والشمال تشد القوى وتقوى الحواس والفهم والزكا وصفاء اللون وتورث السعال والباسور وعكسها الجنوب ومما قيل:-
صفحہ 22
.: سقى الله ليلا طاب اذ زار طيفه
.: فافنيته حتى الصباح عناقا
.:
.: بطيب نسيم فيه يستجلب الكرى
.: فلو رقد المخمور فيه افاقا
.:
قال صاحبنا السيد محمد امين المخبر اخذه الشاعر من قول ابى الفتح بن خاقان فى وصف جاريه له قد قبلها فوجد ما بين شفتيها هوى لو رقد المخمور فيه لصحا ومنه قول القابوسى
.: قابلنى ليلة قبلته
.: ظبى من الشمس غدا امل
.:
.: طيب نسيم بين انيابه
.: لو رقد الخمور فيه صحا
.: قيل اطيب النسيم مالم يتكدر بالنسيم ولذلك كانت البساتين والبريه اصح للامزجة من المدن وكل مدينه كثيرة منازلها وطبقاتها فهى كثيرة الوبا انتهى كلام السيد قال الدمامينى فى شرح التسهيل قال ابن هشام سالنى سائل من اين تهب الصبا فانشدته
.: الم يعلمى يا عمرك الله اننى .: كريم على حين الكرام قليل .:
صفحہ 23
.: وانى لا اخزى اذا قيل مملق .: سخى واخزى ان يقال بخيل .:
ولم يزد على ذلك وفيه غموض فتنبه
وقال فى حاشيه المغنى بعد ان حكى ذلك وجه صلاحية هذا الجواب انه اشتمل على بناء حين المضافة الى الجملة فى قوله على حين الكرام قليل واشار الى بيت مشارك له فى هذا الحكم وهو قول الشاعر
•
.: اذا قلت هذا حين اسلو يهيجنى .: نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر .:
لطيفة ذكر فى مدار الامور ان المروحه محدثه فى زمن هارون الرشيد وسببه انه دخل يوما على اخته عاليه بنت المهدى فى غيظ شديد فوجدها صبغت ثوبا بزعفران وصندل ونشرته ليجف فجلس هارون قريبا منه والريح تمر على الثوب فتحمل منه ريحا بليلة عطرة فوجد بذلك راحة من الحرارة واستطابه فامر ان يصنع له فى مجلسه مثله والمروحة جاءت منه انتهى وذكر انه ارسل صاحب المدينة على ساكنها افضل الصلاة والسلام الى صلاح الدين يوسف ابن ايوب هدايا من جملتها مروحه بيضاء عليها سطران منسوجتان بالذهب الاحمر وقال له الرسول يقول لك الشريف خذ هذه المروحة فما رايت انت ولا ابوك ولا جدك مثلها فغضب السلطان فقال له الرسول لا تبدا بالغضب قبل تاملها واذا عليها مكتوب انا من نخلة تجاور قبرا ساد من فيه سائر الخلق طرا
صفحہ 24