فدک فی التاریخ
فدك في التاريخ
اصناف
وخذ حياة الأمام علي عليه السلام وحياة الصديق وادرسهما، هفل تجد في حياة الأول خمودا في الأخصلاص أو ضعفا في الاندفاع نحو التضحية أو ركونا إلى الدعة والراحة في ساعة الحرب المقدسة ؟ فارجع البصر هل ترى من فطور (ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير) (1) لأنه سوف يجد روعة واستماتة في سبل الله لا تفوقها استماتة، وشخصا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فيه استعداد للخلود ما خلد محمد استاذه الأكبر لأنه نفسه صلى الله عليه وآله وسلم (2). ثم حدثني عن حياة الصديق (رضي الله تعالى عنه) أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهل تجد فيها إلا تخاذلا وضعفا في الحياة المبدئية، والحاية العسكرية، يظهر تارة في التجائه إلى ا لعريش، واخرى في فراره يوم احد وهزيمته في غزوة حنين (3) وتلكثه عن الواجب حينما أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخروج تحت راية اسامة للغزو (4)، مرة اخرى في هزيمته يوم خيبر حينما
---
(1) الملك / 4. (2) استنادا إلى آية المباهلة، وهي قوله تعالى: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكفم ثم نبتهل...) آل عمران / 61. راجع الرواية في صحيح مسلم 4: 1873، تفسير الكشاف 1: 369، دار الكتب العلمية، الخصائص / النسائي: 89، رواية تصرح أن عليا عليه السلام كنفسه صلى الله عليه وآله وسلم. (3) كما في الحلبية 2: 126، إذ حصر الثابتين بغيره، وأما فرار الفاروق في ذلك اليوم، فقد جاء ما يدل عليه في صحيح البخاري 3: 67، دار المعرفة - بيروت. إذ روى بإسناده عمن شهد يوم حنين أنه قال: وانهزم المسلمون، وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما شأن الناس ؟ قال: أمر الله. فإن هذا يوضح أن عمر كان من بين المنهزمين. (4) فقد جاء في عدة من المصادر أن عمر وأبا بكر كانا فيمن جنده النبي صلى الله عليه وآله وسلم للحرب تحت راية اسامة، منها في السيرة الحلبية ج 3، وراجع طبقات ابن سعد 2: 248 - 250.
--- [130]
صفحہ 129