...بل الذي يجب الجزم به واعتقاده أن جميع آبائه - صلى الله عليه وسلم - وأجداده من والده عبد الله إلى آدم، كلهم كانوا على التوحيد، ولم يكن فيهم مشرك، لقوله تعالى: ( وتقلبك في الساجدين) (5) ، إذ معناه على أحد التفاسير أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينقل نوره من ساجد إلى ساجد(1)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: لم أزل أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات؛ والمشرك نجس لقوله تعالى: (إنما المشركون نجس) (2)، فوجب ألا يكون أحد من آبائه - صلى الله عليه وسلم - مشركا، كذا قرره الإمام الفخر الرازي (3)، وأيده الحافظ السيوطي(4) بآيات وأحاديث فشفا وكفى، انظر مسالك الحنفاء(1) وغيره من تآليف السيوطي السبعة(2) التي وضعها في نجاة أبويه - صلى الله عليه وسلم - : عبد الله وآمنة رضوان الله عليهما، فقد أبدى فيها وأعاد، وأحسن وأجاد؛ وابن حجر الهيثمي(3) في قول صاحب(1) الهمزية:
لم تزل في ضمائر الكون - تختار لك الأمهات والآباء (2) .
3851 وهو ابن أربعين: سنة/ أي وستة أشهر، لأنه - صلى الله عليه وسلم - على الصحيح المشهور ولد في ربيع الأول، وأنزل عليه في رمضان ثلاث عشرة سنة، هذا أصح ما روي في ذلك(3) .
29 - " باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة":
صفحہ 11