ومدة حياة الملك «وناس» هي الأبدية.
وحده هو ما لا نهاية في مكانته هذه. (إذا أراد فعل، وإذا لم يرد لم يفعل).
وهو الذي يسكن في حدود الأفق أبد الآبدين.
تأمل، إن أرواحهم [الآلهة] في جوف «وناس».
وآحادهم الأجلاء مع الملك «وناس».
وعظم نصيبه أكبر من (نصيب) الآلهة. ... ... ... ...
تأمل! إن روحهم موجودة مع الملك «وناس».
ويظهر لنا بوضوح تام في هذه الصورة العجيبة الدافع لوجود عادة أكل لحم الإنسان الممقوتة، فنجد أن الآلهة يصادون وتنصب لهم الشباك ويوثقون ويذبحون كالماشية المتوحشة لكي يلتهم الملك أجسادهم، وبخاصة أعضاءهم الداخلية كالقلب الذي هو مقر العقل، وذلك اعتقادا منه بأنه يمكنه أن يستولي بذلك لنفسه على صفات الآلهة وقواهم، «فمتى استولى على قلوب الآلهة فقد ابتلع علم كل الآلهة، وتعاويذهم تصبح في جوفه.» ومن جهة أخرى فإنه لما كانت أعضاء الآلهة التي قد التهمها الملك مشبعة تماما بالطعام؛ فإنه أصبح بذلك غير قابل للجوع؛ لأنه أكل حتى امتلأ تماما.
على أن الذي سبق بيانه يفتح أمامنا باب موضوع قد خصصت له متون الأهرام مكانا فسيحا؛ وأعني به موضوع توريد الطعام في مملكة إله الشمس النائية البعيدة.
ولأجل أن نفسر تقديم الطعام للمتوفى عند قبره، ذلك الأمر الذي يبدو في ظاهره عديم الجدوى بعد أن صار المتوفى بمقتضى المذهب الشمسي لا يمكث في قبره بعد الدفن حتى يصعد إلى السماء، نقول إن المفروض عند قدماء المصريين أن ذلك الطعام المقدم عند القبر كان ينقل إلى المتوفى بطرق شتى متنوعة.
نامعلوم صفحہ