عاشت وازدهرت أبد الآبدين.
ويحتمل ألا تمثل هذه الأنشودة الملكية العظيمة إلا قطعة منتخبة أو سلسلة منتخبة من شعائر «آتون» كما كانت تقام من يوم لآخر في معبد «آتون» بتل العمارنة.
ومما يؤسف له أن هذه الأنشودة لم تدون في تلك الجبانة إلا بمقبرة واحدة فقط، وقد فقد منها نحو ثلثها من جراء تعدي المخربين من الأهالي الحاليين، ولذلك لم يصلنا من الجزء المفقود إلا نسخة حديثة نقلت من غير اعتناء وعلى عجل منذ خمسين سنة (أي في سنة 1883م).
وأما المقابر الأخرى فقد كتبت نقوشها الدينية بالنقل عن الفقرات والجمل التي كانت شائعة الاستعمال وقتئذ، والتي تكون منها مجمل مذهب «آتون» كما فهمه الكتاب والرسامون الذين قاموا بزخرفة تلك المقابر. وعلى ذلك يجب علينا ألا ننسى أن البقايا التي وصلت إلينا عن طريق جبانة «تل العمارنة» من مذهب «آتون»، وهي مصدرنا الرئيسي، قد مرت بشكل آلي بأيدي فئة قليلة من الكتبة المهملين غير المدققين ذوي العقول الخاوية الفاترة، ممن لم يخرجوا عن كونهم أذنابا لحركة عقلية دينية عظيمة. وفيما عدا هذه الأنشودة الملكية نجد أن أولئك الرسامين كانوا يقنعون في كل مكان بالقطع والنتف، التي نقلت في بعض الأحوال من تلك الأنشودة الملكية نفسها أو عن قطع أخرى، ويضعونها مرقعة في هيئة أنشودة قصيرة، ثم ينقشونها كلها أو بعضها بدون أدنى تصرف، وهم يتنقلون من قبر إلى آخر.
ولما كانت المواد التي في متناولنا عن ذلك المذهب ضئيلة إلى هذا الحد، مع أهمية الحركة التي أماطت لنا عنها اللثام، فإن تلك المعلومات الجديدة القليلة التي تمدنا بها تلك الأنشودة القصيرة، تعتبر ذات قيمة عظيمة.
7
وقد عزيت تلك الأنشودة في أربع حالات إلى الملك نفسه؛ أي إن الملك يشاهد وهو ينشدها أمام «آتون». وهاك نصها كما جاءت:
أنت تشرق بجمالك يا «آتون» الحي يا رب الأبدية
إنك ساطع وقوي وجميل
وحبك عظيم وكبير
نامعلوم صفحہ