وبلغت مساحة الأرض التي امتلكها أولاد جاد شيحة وذريتهم في الفجالة نحو أربعة أفدنة، يحدها شمالا شارع بستان الكافوري، وجنوبا شارع الفجالة العام، وشرقا شارع علاء الدين، وغربا شارع سيف الدين المهراني.
وترقى دميان بك جاد في وظائف الحكومة وعظم شأنه، فبنى العمارة «رقم 5 في شارع سيف الدين المهراني»؛ حيث توجد الآن إدارة جريدة الأخبار ومطبعتها وإدارة جريدة مصر ومطبعتها ومنزل صاحبها، وهذه العمارة هي أولى العمارات الكبيرة التي أنشئت في شارع الفجالة من الجهة الغربية، ويرجع تاريخ إنشائها إلى ما قبل سنة 1865م، ثم بنى آل جاد عمارات واسعة، منها دار خاصة في الجهة الشمالية الشرقية، وبيوت للأجرة على الشارع العام، يحيط بمجموعها ويتخللها حدائق غناء محاطة من الجهتين الغربية والشمالية بسور. (5-3) سكان آخرون
وكان لعائلة القطاوي أرض خربة في الجهة الشرقية الجنوبية، أنشئوا بها في أول عهد الخديوي إسماعيل إسطبلات ومخازن خشبية، ثم باعوها بسعر بخس لجماعة من أعيان الأقباط وكبار موظفي الحكومة منهم، الذين ضافت بهم حارة السقايين ودرب الإبراهيمي وسنقر، وطاب هم مناخ الفجالة، فكان في مقدمة من سكنوها وهبة بك الجيزاوي باشكاتب المالية، وميخائيل أفندي أبو جرجس باشكاتب دائرة جلال باشا، وعياد أفندي حنا من كبار الموظفين في المالية، ونسيم بك شحاتة باشكاتب مصلحة سكة الحديد، ومنصور بك جرجس من موظفي سكة الحديد، وحنا بك ضبيع، وميخائيل أفندي عبد السيد صاحب جريدة الوطن، ومقار باشا عبد الشهيد العضو النائب عن الأقباط في مجلس شورى القوانين، وغيرهم ممن كان يساعدهم مركزهم على السكنى في هذه الضاحية، ويقدرون على الانتقال اليومي إلى دواوين الحكومة، فكان الأكابر يركبون عرباتهم الخاصة، والمتوسطون يقتنون الحمير أو يشتركون في أجرة عربة تقلهم يوميا إلى شارع الدواوين.
ومن أعيان السوريين الذين سكنوا وسط الأقباط في هذه الجهة منذ نشأتها الخواجا يوسف نصرة، وكان تاجرا في البياضات، وله معاملة مع دائرة الخديوي إسماعيل، وتجمد له مبلغ من المال، فأعطته الدائرة بدله قطعة واسعة من أرض الفجالة واقعة على جسر الشارع العباسي، ومنه ابتاع الآباء اليسوعيون أرض مدرستهم بسعر المتر 20 قرشا. (5-4) دميان بك جاد
ومن الغريب أن ينسى اسم دميان جاد، فلم يطلق على أحد الشوارع، وعذر مصلحة التنظيم في هذا الإهمال أن دميان بك توفي قبل أن توضع اللوحات.
وكان دميان جاد من كبار رجال الحكومة المصرية، تقلب في مناصبها من أيام عباس باشا الأولى، وتولى رياسة الكتاب في مصلحة الوابورات العزيزية، ثم عين في آخر أيامه باشكاتبا للمالية
1
ووصفه المرحوم علي باشا مبارك في الجزء السادس من خططه بقوله: «... ومع تقدمه، وقبوله التام لدى الخديوي ووزارئه وأمراء الحكومة، كان على غاية من التواضع، محبا للجميع، مسعفا لقاصديه من أي جنس كانوا، محسنا محافظا على أصول مذهبه، محببا في الناس. ويوم وفاته حزن عليه جمهور الأقباط الأرثوذكسيين وكثير من المسيحيين، وتأسف عليه الخديوي وكثير من وزرائه وأمراء الحكومة وأهل مصر، وتعطل ديوان المالية وكثير من الدواوين يوم دفنه، وكان مشهد جنازته مهيبا مؤثرا جدا، تتقدمه جملة من العساكر الميرية المنتظمة بهيئة الحزن، ويتلوهم محفل جسيم جدا منتظم من البطريرك ومطران الأرمن وكافة قسوس الملة وقسوس الأرمن وأعيان القبط وغيرهم، ولفيف من المسيحيين من كل جنس وبعض معتبري الحكومة، وصلي عليه بالكنيسة الكبرى بالأزبكية.»
وقد عني بتفصيل تاريخه وأعماله في الحكومة حضرة صديقنا الباحث المحقق توفيق أفندي اسكاروس، وسينشره في الجزء الثالث من كتابه «تاريخ مشاهير الأقباط». (5-5) ميخائيل بك جاد
وقد حفظت لنا مصلحة التنظيم حتى آخر سنة 1911 اسم «ميخائيل جاد» في لوحات أربع وضعت في أكبر شارع موصل بين الفجالة وشارع عباس، وكان ميخائيل جاد موظفا في وزارة المالية، وشارك سعادة المالي الماهر فيتا هراري باشا في إصلاح حسابات الحكومة المصرية بحسب البروجرام الذي سنه المستر فيتز جرالد مؤسس النظامات الحديثة للمالية المصرية.
نامعلوم صفحہ