الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع
الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع
اصناف
أنه متى قال: أنا اليوم أفعل كذا، لا يريدون يومًا بعينه، ولكنهم يريدون الوقت الحاضر، ومتى قال: اليوم يومك: يريدون التشنيع وتعظيم الأمر (^١).
وتقول العرب لليوم الشديد: يوم ذو أيام، ويوم ذو أياييم؛ لطول شره على أهله " (^٢).
ويأتي اليوم مضافا إلى لفظ الجلالة كما قال جل شأنه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم:٥]، " قال سفيان بن عيينة: الدهر عند الله تعالى يومان: أحدهما اليوم الذي هو مدة العمر، فشأنه فيها الأمر والنهي، والإماتة والإحياء والإعطاء والمنع، والآخر هو يوم القيامة، فشأنه فيه الحساب والجزاء " (^٣)
يقول العلامة الراغب الأصفهاني ﵀: " فإضافة الأيام إلى الله تعالى تشريف لأمرها؛ لما أفاض عليهم من نعمه فيها " (^٤)
واليوم له معنى في الشرع واللغة والعرف (^٥):
ففي الشرع: زمان ممتد من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس. بخلاف النهار: فإنه زمان ممتد من طلوع الشمس إلى غروبها، ولذلك يقال: صمت اليوم، ولا يُقال: صمت النهار.
وفي اللغة: موضوع للوقت المطلق ليلًا أو غيره، كيوم الدين؛ لعدم الطلوع والغروب حينئذ. فهو في اللغة:" الزمن الذي يمتاز بما يحصل فيه عن غيره كامتياز أيامنا بما يحدها من النور والظلام، وأيام العرب بما يقع فيها من الحرب والخصام " (^٦)
وفي العرف: مدة كون الشمس فوق الأرض.
وخلاصة القول:
- أن اليوم المراد به: اليوم الذي أنت فيه، وأمس اليوم الذي أمضيت (^٧)
_________
(^١) ابن سيده: المحكم:١/ ٥٨٨
(^٢) الفراهيدي: كتاب العين دار ومكتبة هلال، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (٨/ ٤٣٣).
(^٣) الزمخشري: الكشاف (٤/ ٤٤٧).
(^٤) الأصفهاني: المفردات (٥٥٥).
(^٥) الكفوي: الكليات (٩٨١)، الطريطر: قضية الزمن من خلال القرآن الكريم، (١٣٩ - ١٥٢)
(^٦) رشيد رضا: تفسير المنار (٨/ ٣٩٦).
(^٧) قطرب: الأزمنة، مؤسسة الرسالة (٣١).
1 / 36