فہم فہم
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
اصناف
حين ترد جملة ما في التداول الفعلي، فإننا نفسر دائما هذه الجملة النموذج ونؤولها وفقا للسياق ووفقا للظروف التي نطقت فيها، ونحن نسترشد في هذه التأويلات بالسيكولوجيا الشعبية، وبفهمنا لمعايير المحادثة وبأي معرفة عامة عن العالم تبدو مفيدة لنا في فهم ما يقال، ولنوضح بمثال ما نعنيه ب «معايير المحادثة»
Conversational Standards ، افترض أنني أسأل ضيفا لي: «هل لك في بعض القهوة؟» فيجيبني الضيف: «القهوة سوف تبقيني صاحيا.» إنني حينئذ سوف أؤول هذا القول كرفض للعرض الذي عرضته، لماذا؟ لأنني أفترض أن ضيفي يلتزم بمعيار تحادثي ذي صلة.
إن ما يقوله ضيفي لا يتضمن، وفق المعايير المنطقية الصارمة، أنه لا يريد قهوة، غير أنه يتضمن ذلك وفق المعايير الخاصة بإضمار المحادثة أو «الإضمار الحواري».
1 (4-2) معنى الكلمة/الجملة، والمعنى عند المتحدث
word/sentence meaning vs. speaker’s meaning
في الأحوال المثلى يكون ما أعنيه بالكلمة التي أستعملها هو بعينه ما تعنيه الكلمة، وما أقصد إليه بالجملة التي أستعملها هو بعينه ما تقوله الجملة، غير أن ما أعنيه (مقصدي الاتصالي) متميز من حيث المبدأ - وربما مختلف عمليا - عن المعاني القياسية للعناصر اللغوية التي يقع عليها اختياري، فقد أود أن أدل على النقطة العليا في حدث ما وأبحث من أجل ذلك عن كلمة مناسبة، فيقع اختياري على
Climacteric
أو على
Climatic ، وفي هذه الحالة فإن الكلمة التي اخترتها (أيا ما كان معناها) لن تقول ما أعنيه (أعني بالطبع كلمة
Climax ).
نامعلوم صفحہ