[مقدمة المؤلف]
/ ٢ أ / بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وما توفيقي إلاّ بالله الحمد لله الذي أعزّ الإسلام وأهله بأعزّ سلطان. وجبلهم منه بمن وقف عند أمر الله فلم يتجاوز في حكمه العدل وفي اقتداره الإحسان. وخوّلهم خير ملك يكبره العيان. ويتنزّه في منظره ويتمتّع بمخبره كلّ إنسان. وأراد بهم خيرا فولي عليهم خيارهم فقرن الاقتتان، من جميل خلقه وخلقته بالإقتان. وجعلهم رعيّة لخير راع لم يزالوا من عنايته بأعزّ مكان. وعمّهم بفيض إنعامه حتى غدى (^١) المقلّ بسوابغها وهو ذو إمكان. نحمده على جزيل الامتنان.
ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له الرحيم الرحمن. ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي محى (^٢) (الله) (^٣) بدين مبعثه سائر الأديان. صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة لا تزال حلية اللسان. وسلّم تسليما كثيرا.
وبعد، فإنّ سير الملوك الصّيد نزهة من (. . .) (^٤) وذكرى من اذّكّر، وعبرة لمن اعتبر. وأعوذ. . . . . . مثاله، ودليل على سداد الملك في أقواله / ٢ ب / وأفعاله، وهو عنوان سطور علاه، ودرج لا درج مودع ثمين حلاه، وشاهد بحزمه، وموضح قوّة عزمه، وسمير يؤنس بحديثه، وجليس يستفهم منه (كنه) (^٥) قديم (عزّ) (٥) سلطانه وحديثه. لا سيما إذا كان ملكا هماما، وسلطانا فضلت أيامه بالعدل والإحسان أياما فأيّاما. وجوادا إن استمطر كفّه كان غماما. وإن اعتبرت قلائد مننه اتّسقت نظاما. وإن ذكرت فروسّيته كانت أعلا (^٦) من عنتر وعبسيّته، ومن البطّال (^٧)
_________
(^١) الصواب: «غدا».
(^٢) الصواب: «محا».
(^٣) كتبت فوق السطر.
(^٤) كلمة مطموسة.
(^٥) عن الهامش.
(^٦) الصواب: «أعلى».
(^٧) هو أبو محمد عبد الله البطّال، أحد الغزاة المجاهدين والأبطال الذين يضرب بهم المثل. كان يغزو الروم في إقليم الثغور. قتل في سنة ١٢٢ هـ. (تاريخ الطبري ٧/ ١٩١) وقيل ١٢١ هـ. (تاريخ خليفة بن خيّاط ٣٥٢ وتاريخ الإسلام (١٢١ هـ ١٤٠ هـ). ص ٦، والبداية والنهاية ٩/ ٣٣٤، والنجوم الزاهرة (١/ ٢٨٦) ويقال كنيته: أبو يحيى.
1 / 23