ويُشتَموا فَترى الألوان مسفرة ... لا صفحَ ذلٍّ ولكن صفحَ أحلام
فتبسم يحيى وقال: إنَّا أعذرناك وعلمنا أنك لن تدع مساوي شمتك ولؤم طبعك فلا أعدمك الله ما جبلك عليه من مذموم أخلاقك ثم تمتثل قائلا وافر:
متى لم تتسع أخلاق قوم ... يضق بهم الفسيح من البلادِ
إذا ما المرء لم يُخلق لبيبا ... فليس اللبُّ عن قدمِ الولادِ
ثم قال هو والله كما قال عمر بن الخطاب ﵁ المؤمن لا يشفي غيظه ثم أن أبا سماعة هجا بعد ذلك سليمان بن أبي جعفر وكان إليه محسنا فأمر به الرشيد فحلق رأسه ولحيته ومثلُ أبي سماعة كثير كرهنا أن نطول الكتاب بِذكرِهم.
وروي عن بعضهم أنه قال الناس في هذاالزمان خنازير فإذا رأيتم كلبا فتمسكوا به فإنه خير من أناس هذا الزمان.
قال الشاعر بسيط:
اشدُد يديك بكلبٍ إن ظفرتَ بهِ ... قأكثر الناس قد صاروا خنازيرا
1 / 40