فلا ترغبوا عنه. وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام. ولا تتحرفوا عن الصراط يمينا ولا شمالا. وعليكم بسنة نبيكم. وإياكم وهذه الأهواء. انتهى تأمل كلام أبي العالية هذا، ما أجله واعرف زمانه الذي يحذر فيه من الأهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الإسلام، وتفسير الإسلام بالسنة، وخوفه على أعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن السنة والكتاب، يتبين لك معنى قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ﴾ ١. وقوله ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ٢. وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ ٣. وأشباه هذه الأصول الكبار التي هي أصل الأصول، والناس عنها في غفلة. وبمعرفته يتبين معنى الأحاديث في هذا الباب وأمثالها؛ وأما الإنسان الذي يقرؤها وأشباهها وهو آمن مطمئن أنها لا تناله، ويظنها في قوم كانوا فبادوا ٤. ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ٥.
وعن ابن مسعود ﵁ قال "خط لنا رسول الله ﷺ خطا. ثم قال: هذا سبيل الله. ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله. ثم قال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، وقرأ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ ٦ ٧" رواه أحمد والنسائي.
_________
١ سورة البقرة آية: ١٣١.
٢ سورة البقرة آية: ١٣٢.
٣ سورة البقرة آية: ١٣٠.
٤ في الأصل: فبانوا.
٥ سورة الأعراف آية: ٩٩.
٦ سورة الأنعام آية: ١٥٣.
٧ أحمد (١/٤٣٥)، والدارمي: المقدمة (٢٠٢) .
1 / 222
باب فضل الإسلام
باب وجوب الإسلام
باب تفسير الإسلام
باب قوله تعالى ﴿ومن يبتغ غير الأسلام دينا فلن يقبل منه﴾ ١
باب وجوب الاستغناء بمتابعته، يعني القرآن ١
باب ما جاء في الخروج عن دعوى الإسلام
باب وجوب الدخول في الإسلام كله وترك ما سواه
باب ما جاء أن البدعة أشد من الكبائر
باب ما جاء أن الله احتجز التوبة على صاحب البدعة
باب قول الله تعالى: ﴿يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم﴾