رسالہ فی فضیلت اندلس اور اس کے رجال کا تذکرہ
رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها
تحقیق کنندہ
د. صلاح الدين المنجد
ناشر
دار الكتاب الجديد
ایڈیشن نمبر
الأولى، 1968م
الفرسان على مائة الف والرجالة على ستمائة الف وبها حتى الان من صناديد المسلمين وقوادهم من لا يفتر عن محاربه ولا يمل من مضاربة من اسماؤهم بأقاصي بلاد النصارى مشهورة وآثارهم فيها ماثورة وقلوبهم على البعد بخوفهم معمورة
ويحكى ان العمارة في مباني قرطبة والزاهرة والزهراء اتصلت إلى ان كان يمشى فيها بضوء السرج المتصلة عشرة أميال وأما جامعها الأعظم فقد سمعت ان ثرياته من نواقيس النصارى وأن الزيادة التي زاد في بنائه ابن أبي عامر من تراب نقله النصارى على رؤوسهم مما هدم من كنائس بلادهم وقد سمعت أيضاعن قنطرتها العظمى وكثرة ارحي واديها يقال أنها تنيف عن خمسة آلاف حجر وقد سمعت عن كنبانيتها وما فضل الله تعالى به تربها من بركة وما ينبت فيها من القمح وطيبه وفيها جبال الورد الذي بلغ الربع منه مرات إلى ربع درهم وصار اصحابه يرون الفضل لمن قطف بيده ما يمنحونه منه ونهرها ان صغر عندها عن عظمه عند اشبيلية فإن لتقارب بريه هنالك انس وتقطع غدره ومروجه معنى آخر وحلاوة أخرى وزيادة انس وكثرة امان من الغرق وفي جوانبه من البساتين والمروج ما زاده نضارة وبهجة
وأما جيان فأنها لبلاد الأندلس قلعة إذ هي أكثرها زرعا واصرمها ابطالا واعظمها منعة وكم رامتها عساكر النصارى عند فترات الفتن فرأوها ابعد من العيوق واعز منالا من بيض الأنوق ولا خلت من علماء ولا من شعراء ويقال لها جيان الحرير لكثرة اغتناء باديتها وحاضرتها بدود الحرير
ومما يعد من مفاخرها ما ببياسة أحدى بلاد اعمالها من الزعفران
صفحہ 55