وقال الحارث يعتذر من فزارة «١»:
الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسى بأشقر مزبد «٢»
وعلمت أنى إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يضرر عدوّى مشهدى
فصددت عنهم والأحبّة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد
وقال سعيد بن المسيّب لرجل من قريش: من جاءكم بخبر الجمل؟ قال:
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال سعيد: كان أبوه أوّل من جاء بخبر بدر.
وفرّ الحارث يوم بدر، وفرّ هشام أبوه يوم الفجار، وفرّ عبد الرحمن يوم الجمل.
وأنشدنى التوّزىّ لأبى ثور عمرو بن معد يكرب «٣»:
ولقد أرفع رجلىّ «٤» بها ... حذر الموت وإنى لفرور
ولقد أعطفها كارهة ... حين للنفس من الموت هرير
كلّ ما ذلك منّى خلق ... وبكلّ أنا فى الرّوع جدير
ومثله قول زيد «٥» بن المهلهل:
أقاتل حتى لا أرى لى مقاتلا ... وأنجو إذا لم ينج إلا المكيّس
ولست بذى كهرورة «٦» غير أننى ... إذا طلعت أولى المغيرة أعبس
1 / 53