مما يرون من العجائب ثم إن النبي ص أصابه حر الشمس فأوحى الله تعالى إلى إستحيائيل أن مد فوق رأس محمد ص سحابة بيضاء فمدها فأرسلت عزاليها كأفواه القرب ورش القطر على السهل والجبل ولم تقطر على رأس محمد قطرة وسالت من ذلك المطر الأودية وصار الوحل في الأرض ما خلا طريق محمد ص فإنه ينشر فيه من تلك السحابة ريش الزعفران وسنابل المسك وكان في تلك البرية شجرة طويلة عادية قد يبست أغصانها وتناثرت أوراقها منذ سنين فاستند النبي إليها فأورقت وأزهرت وأثمرت وأرسلت ثمارها من ثلاثة أجناس أخضر وأحمر وأصفر وقعد النبي ص هنالك يكلم إخوته ورأى النبي ص روضة خضراء فقال يا إخوتي أريد أن أمر بهذه الروضة وكان وراء الروضة تل كئود وعليه ألوان النبات فقال يا إخوتي ما ذلك التل فقالوا يا محمد وراء ذلك البراري والمفاوز فقال النبي ص إني قد اشتهيت أن أنظر إليه فقال القوم نحن نمضي معك إليه فقال لهم النبي ص بل اشتغلوا أنتم بأعمالكم وأنا أمضي وحدي وأرجع إليكم سريعا إن شاء الله تعالى فقالوا جميعا مر يا محمد فإن قلوبنا متفكرة بسببك قال الواقدي ثم إن النبي ص مر في تلك الروضة وحده ونظر إلى تلك البراري وهو يعتبر ويتعجب من الروضة حتى بلغ التل فنظر إلى جبل شاهق في الهواء كالحائط ولا يتهيأ له صعوده لاعتداله وارتفاعه في الهواء فقال النبي ص في نفسه إني أريد أن أصعد هذا التل فأنظر إلى ما وراءه من العجائب قال الواقدي فأراد النبي ص أن يصعد الجبل فلم يتهيأ له ذلك لاستوائه في الهواء فصاح إستحيائيل في الجبل صيحة أرعشته فاهتز اهتزازا وقال له أيها الجبل ويحك أطع محمد ص خير المرسلين فإنه يريد الصعود عليك ففرح الجبل وتراكم بعضه إلى بعض كما يتراكم الجلد في النار فصعد النبي ص أعلاه وكان تحت ذلك الجبل حيات كثيرة من ألوان شتى وعقارب كالبغال فلما هم النبي ص بالنزول إلى
صفحہ 32