٤-حدثنا أبو منصور، حدثنا أبو القاسم، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن صديق، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم العوامي قال حدثني ابن الأعرابي عن المبرد قال حدثني المازني قال: قال الأصمعي عرضت على معاوية جارية فأعجبته فسأل عن ثمنها، فإذا ثمنها مئة ألف درهم، فابتاعها، ونظر إلى عمرو بن العاص، وقال: لمن تصلح هذه الجارية؟ فقال: لأمير المؤمنين، ثم نظر إلى غيره فقال له ذلك، قال: لا، فقيل: فلمن؟ قال: للحسين بن علي بن أبي طالب، فإنه أحق بها، لما له من الشرف، ولما كان بيننا وبين أبيه، فأهداها له، فأمر من يقوم عليها. فلما مضت أربعون يومًا حملها وحمل معا أموالًا عظيمة، وكسوة، وغير ذلك، وكتب: إن أمير المؤمنين اشترى جارية، فأعجبته، فآثرك بها. فلما قدمت على الحسين بن علي بن أبي طالب أعجب بجمالها، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: هوى. قال: أنت هوى كما سميت، هل تحسنين شيئًا؟ قالت: نعم، أقرأ القرآن، وأنشد الأشعار، قال: اقرئي، فقرأت: " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو " قال: أنشديني، قالت: ولي الأمان؟ قال: نعم، فأنشأت تقول:
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى = غير أن لا بقاء للإنسان فبكى الحسين، ثم قال: أنت حرة، وما بعث به معاوية معك فهو لك، ثم قال لها: هل قلت في معاوية شيئًا، فقالت:
رأيت الفتى يمضي ويجمع جهده = رجاء الغنى والوارثون قعود
وما للفتى إلا نصيب من التقى = إذا فارق الدنيا عليه يعود
فأمر لها بألف دينار، وأخرجها، ثم قال: رأيت أبي، أمير المؤمنين كثيرًا ما ينشد: [٣/أ]
ومن يطلب الدنيا لحال تسره = فسوف لعمري عن قليل يلومها
إذا أدبرت كانت على المرء فتنة = وإن أقبلت كانت قليلًا دوامها
ثم بكى وقام إلى صلاته.
1 / 5