باب رد السلام في الطواف وتنزل الرحمة على أهله
١٠ - ثنا محمد بن الوليد البغدادي، قال: ثنا قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن رجل من أهل مكة -نسي سفيان اسمه -، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «كنت أطوف مع النبي ﷺ، وهو متكئ على يدي، إذ تبسم، وضحك، ورد السلام، فقلت له: يا رسول الله، إلى من تبسمت، وعلى من رددت السلام؟ فقال: مر بي ميكائيل وهو متكئ على عيسى بن مريم ﵇ -وهما يطوفان بالبيت، فسلما علي، فردد ت ﵉، وتبسما إلي، فتبسمت إليهما» (١).
_________
(١) - ضعيف لجهالة الراوي عن نافع، وهو منكر بهذا السياق كما سيأتي. وقد أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (١٢١١/المطالب العالية)، والفاكهي في "أخبار مكة" (٢٩٨) من طريق قبيصة بن عقبة، بنحوه. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (٢٩٩) من طريق خارجة بن مصعب عن معروف بن خربوذ عن معاوية بن أبي الحارث عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب، يرفعه بنحوه. وخارجة متروك، والإسناد إليه لا يصح أيضا. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ١٥٨ - ١٥٩) عن أبي بشر أحمد بن محمد بن مصعب حدثني أبي وعمي قالا ثنا جدي ثنا عثمان بن جبلة بن أبي رواد ثنا سفيان بن سعيد الثوري عن مالك بن أنس عن نافع عن بن عمر قال كان النبي ﷺ يطوف وأنا معه إذ وقف فضحك فقلت له في ذلك فقال لقيت عيسى بن مريم ومعه ملكان فسلم علي. قال عثمان وربما يقول سفيان رجل عن نافع ولم يسمه.
قلت: وقد ذكر ابن حبان الحديث في ترجمة أبي بشر هذا، وقال: كان ممن يضع المتون للآثار ويقلب الأسانيد للأخبار حتى غلب قلبه أخبار الثفات وروايته عن الأثبات بالطامات على مستقيم حديثه فاستحق الترك ولعله قد أقلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث
وقد روي روي نحوه من حديث أنس بن مالك، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٤٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٧/ ٤٨٥ و٥٢١)، والديلمي في "مسنده" - كما في "الغرائب الملتقطة" (ق ١٥٤) -من طريق أبي عقال، عن أنس بن مالك قال بينما نحن نطوف مع رسول الله ﷺ إذ رأينا بردا ويدا فقلنا يا رسول الله ما هذا البرد واليد قال وقد رأيتم ذلك فقلنا نعم فقال ذلك عيسى بن مريم سلم علي. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٢٠٥)، وقال: هذا حديث ليس بصحيح. قال ابن حبان: أبو عقال يروي عن أنس أشياء موضوعة ما تحدث بها أنس قط لا يجوز الاحتجاج به بحال. والأصل الصحيح لهذه الرواية أن النبي ﷺ رأى عيسى بن مريم ﵇ مناما فقد أخرج مالك في الموطأ ومن طريقه البخاري ومسلم عن نافع، عن عبد الله بن عمر؛ أن رسول الله ﷺ قال: أراني الليلة عند الكعبة، فرأيت رجلا آدم، كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال، له لمة، كأحسن ما أنت راء من اللمم، قد رجلها، فهي تقطر ماء، متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين، يطوف بالكعبة، فسألت من هذا؟ قيل: هذا المسيح ابن مريم ... الحديث.
1 / 71