وكان فيه ذلك الوقت من الخشب المسقف ستة آلاف خشبة، وفيه من الأبواب خمسون بابا، ومن العمد ستمائة عمود رخام سوى الأباط، وفيه من المحاريب سبعة، ومن السلاسل للقناديل أربعمائة سلسلة إلا خمسة عشر، منها مائتي سلسلة وثمانون سلسلة في المسجد، والباقي في قبة الصخرة، وذرع السلاسل أربعون ألف ذراع، وزنها ثلاثة وأربعون ألف رطل بالشامي، وفيه من القناديل خمسة آلاف قنديل، وكان يسرج فيه مع القناديل ألفى شمعة في ليلة الختمة، وفي نصف رجب وشعبان وفي ليلة العيدين، وفيه من القباب خمسة عشر قبة سوى قبة الصخرة، وعلى سطوح المسجد ملبس من شقيق الرصاص، سبعة آلاف شقة وسبعمائة، وزن الشقة سبعون رطلا بالشامي، غير الذي على قبة الصخرة، وكل ذلك عمل في أيام عبد الملك، ورتب له من الخدم القوام به ثلاثمائة خادم، اشترى له من خمس بيت المال، كلما مات منهم ميت قام مكانه ولده وولد ولده أو من أهليهم، يجري ذلك عليهم أبدا ما تناسلوا، ويقبضون أرزاقهم من بيت المال، وفيه من الصهاريج للماء أربعة وعشرون صهريجا كبارا، وفيه من المنابر أربعة، ثلاثة منها في صف واحد غربي المسجد، وواحد على باب الأسباط، وكان له من الخدم اليهود -لا يؤخذ منهم جزية- عشرة رجال، وتوالدوا فصاروا عشرين رجلا، لكنس أوساخ الناس في المواسم والشتاء والصيف، ولكنس المطاهر الذي حول الجامع أيضا، وله من الخدم النصارى من الرجال عشرة أهل بيت، يتوارثون خدمة البيت لعمل الحصر، وكنس حصر المسجد، وكنس القنى التي تجري إلى صهاريج الماء، وكنس الصهاريج أيضا، وغير ذلك من (الخدم، وله من) الخدم اليهود أيضا جماعة يعملون الزجاج للقناديل والأقداح والبزاقات وغير ذلك، [لا] تؤخذ منهم جزية، وكذلك لا تؤخذ جزية من الذين يقومون بالسراقة للفتل الذي للقناديل، جاري عليهم وعلى أولادهم أبدا ما تناسلوا من عهد عبد الملك بن مروان إلى الآن.
وطول المسجد سبعمائة ذراع وخمسة وخمسون ذراعا بذراع الملك، وعرضه أربعمائة ذراع وخمسة وستون ذراعا بذراع الملك أيضا.
صفحہ 75