فضائل بيت المقدس
فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي
اصناف
أخبرنا أبو الفرج، قال: أبنا عيسى، قال: أبنا علي، قال: أبنا أبو العباس سليمان بن أحمد بن الضحاك الشعيري بالرملة، سنة خمس عشرة وثلاثمائة، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الفرحي، قال: ثنا عمرو بن جرير البجلي، قال: ثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير قال: بلغني أنه كان قبل يوم نوح داود، مكث قبل ذلك سبعا، لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يقرب النساء، فإذا كان قبل ذلك بيوم أخرج منبرا إلى البرية، وأمر سليمان -عليه السلام- مناديا يستقري البلاد وما حولها من الغياض، وتأتي الهوام من الجبال، وتأتي الطير من الأوكار، ويأتي الرهبان من الصوامع والديارات، وتأتي العذارى من خدورها، ويجتمع الناس لذلك اليوم، ويأتي داود صلى الله عليه وسلم حتى يرقى على المنبر، وتحيط به بنو إسرائيل، وكل صنف على حدة، محيطون به مصغون إليه، قال: وسليمان صلى الله عليه وسلم قائم على رأسه، فيضجون بالبكاء والصريخ، ثم يأخذ في ذكر الجنة والنار، فيموت طائفة من الناس، وطائفة من الهوام، وطائفة من السباع، وطائفة من الوحش، وطائفة من الرهبان والعذارى والمتعبدات، ثم يأخذ في ذكر الموت والقيامة، ويأخذ في النياحة على نفسه، فيموت طائفة من هؤلاء، وطائفة من هؤلاء، ومن كل صنف طائفة، فإذا رأى سليمان ما قد كثر من الموت في كل فرقة منهم، نادى: يا أبتاه، قد مزقت المستمعين كل ممزق، وماتت طوائف من بني إسرائيل، ومن الوحش والهوام والسباع والرهبان. قال فيقطع النياحة ويأخذ في الدعاء، فبينا هو كذلك إذ ناداه بعض عباد بني إسرائيل: عجلت يا داود، تطلب الجزاء على ربك. قال: فيخر داود عند ذلك مغشيا عليه، فلما نظر إليه سليمان وما أصابه، أتى بسرير فحمله عليه، ثم أمر مناديا فنادى: من كان [له] مع داود حميم أو قريب فليأت بسرير فليحمله، فإن الذين كانوا مع داود قتلهم ذكر الجنة والنار. وهذا كله في بيت المقدس.
صفحہ 248