فضائل بيت المقدس

ابن مرجعہ مقدسی d. 492 AH
137

فضائل بيت المقدس

فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

اصناف

أخبرنا أبو مسلم، قال: أبنا عمر، قال: أبنا أبي، قال: ثنا الوليد، قال: ثنا محمد بن النعمان، قال: ثنا القاسم بن يزيد، عن عرانة الكلبي، عن يحيى بن كثير البصري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صليت في المسجد -يعني: المسجد الحرام- فوضعت رأسي، فأتاني آت فحركني، فنظرت فلم أر شيئا، ثم حركني الثانية فقمت، فأتيت باب المسجد وإذا بدابة فوق الحمار ودون البغل، مضطرب الأذنين، يضع حافره عند بصره، إذا أخذ في هبوط طالت يداه، وقصرت رجلاه، وإذا أخذ في صعود طالت رجلاه، وقصرت يداه، وصاحبي معي لا يفارقني -يعني: جبريل- حتى انتهيت إلى بيت المقدس، فأوثقته في الحلقة التي يوثق بها الأنبياء، فنشر لي رهط من الأنبياء فصليت بهم، وأتيت بإناءين: إناء لبن وإناء خمر، فقال جبريل: أيهما شئت خذ. فأخذت اللبن، فقال لي: أصبت الفطرة. فرجعت فصليت في هذا المسجد)). يعني: مسجد الحرام. قال: ((فلما أصبحت قلت لأم هانئ)). قالت: أنشدك الله يا ابن عمي أن تحدث بهذا قريشا، فيكذب بك من قد صدقك. قالت: فضرب بيده رداءه من يدي فسله، فارتفع رداؤه عن بطنه، فنظرت إلى عكنه فوق إزاره كأنها طي بالقراطيس، فدعوت جارية لي فقلت لها: اتبعيه فانظري ماذا يقول: وما يقال له. فانتهى إلى الملأ من قريش، فقال: ((إني صليت البارحة في هذا المسجد، وصليت به الفجر، وأتيت فيما بين ذلك بيت المقدس)). فأعظموا ذلك وضجوا، وقال مطعم بن عدي: كل أمرك قبل اليوم كان بنا عند قولك اليوم، نحن نضرب أكباد الإبل مصعدة شهرا، وأنت تزعم أنك أتيتها في ليلة، والله لا نصدقك، وما كان هذا الذي نقول فيك. قالت قريش: بئس ما قلت لابن أخيك، جبهته وكذبته. قالوا: فصف بنا بيت المقدس. قال: ((دخلت ليلا وخرجت ليلا)). فأتاه جبريل بصورته في جناحه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سلوني عما شئتم؟)) فجعل يقول: يا أبا أمية كذا في موضع كذا وكذا، وأبو بكر يقول: صدقت. فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق، قال: فقالوا: يا أبا بكر، دعنا فلست بأعلمنا ببيت المقدس، دعنا فلنسأله عما هو أعنى بنا مما أنتم فيه منذ اليوم، أخبرنا عن عيراننا؟ ((قال: نعم، أتيت على عير بني فلان، فكان كذا وكذا، وقد أضلوا بعيرا لهم، فانطلقوا يطلبونه، فأتيت إلى ماء في قدح فشربت، فسألوهم عن ذلك، وأتيت على عير بني فلان يقدمها جمل أورق، ها هي هذه تطلع من الثنية)). فانطلقوا فسألوه، فوجدوه كما قال: فأنزل الله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة [للناس]}. أي الكفار.

أخبرنا أبو مسلم، قال: أبنا عمر، قال: أبنا أبي، قال: أبنا الوليد، قال: ثنا محمد بن النعمان، قال: ثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: ثنا أبو عبد الملك، عن يحيى بن سليمان البصري، عن أبان بن زيد، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صليت ليلة أسري بي إلى بيت المقدس غربي الصخرة)).

صفحہ 155