فضائل امیر المومنین
فضائل أمير المؤمنين(ع)
اصناف
وجعل يغرف فيها ويبعث به مع عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عقبة إلى بيوت الأرامل والضعفاء والمساكين من المسلمين والمسلمات، والمعاهدين والمعاهدات، حتى لم يبق يومئذ بالمدينة دار ولا منزل إلا أدخل إليه من طعام النبي صلى الله عليه وآله. ثم نادى: «هل فيكم رجل يعرف المنافقين؟» فأمسك الناس، فنادى الثانية فلم يجبه أحد، فنادى: «أين حذيفة بن اليمان؟».
قال حذيفة: وكنت في هم من العلة، وكانت الهراوة بيدي، وكنت أميل ضعفا، فلما نادى باسمي لم أجد بدا أن ناديت: لبيك يا رسول الله. وجعلت أدب فلما وقفت بين يديه، قال: يا حذيفة، هل تعرف المنافقين؟ قال حذيفة: ما المسئول أعلم بهم من السائل. قال: «يا حذيفة، ادن مني». فدنا حذيفة من النبي صلى الله عليه وآله، فقال النبي صلى الله عليه وآله: «استقبل القبلة بوجهك». قال حذيفة: فاستقبلت القبلة بوجهي، فوضع النبي صلى الله عليه وآله يمينه بين منكبي، فلم يستتم وضع يمينه بين كتفي حتى وجدت برد أنامل النبي في صدري، وعرفت المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم وامهاتهم، وذهبت العلة من جسدي، ورميت بالهراوة من يدي، وأقبل علي النبي فقال: «انطلق حتى تأتيني بالمنافقين رجلا رجلا». قال حذيفة: فلم أزل أخرجهم من أوطانهم، فجمعتهم في منزل النبي صلى الله عليه وآله وحول منزله، حتى جمعت مائة رجل واثنين وسبعين رجلا، ليس فيهم رجل يؤمن بالله ويقر بنبوة رسوله.
قال: فأقبل النبي على علي (عليه السلام) وقال: «احمل هذه الصحفة إلى القوم». قال علي: فأتيت لأحمل الصحفة، فلم أقدر عليها، فاستعنت بأخي جعفر وبأخي عقيل، فلم أقدر عليها، فلم نزل نتكامل حول الجفنة إلى أن صرنا أربعين رجلا فلم نقدر عليها، والنبي صلى الله عليه وآله قائم على باب الحجرة ينظر إلينا ويتبسم، فلما أن علم أن لا طاقة لنا بها، قال: تباعدوا عنها، فتباعدنا فطرح ذيل بردته على عاتقه،
صفحہ 110