بِهِ وَقَالَ مَالِي وَلِهَذَا الفضول وَكَانَ لَا يحيك فِي صَدره حرارة هَذِه الشكوك قطع الطمع عَنهُ وان رَآهُ متعطشا اليه وعده فِي وَقت معِين وَأمره بِتَقْدِيم الصَّوْم وَالصَّلَاة وَالتَّوْبَة قبله وَعظم امْر هَذَا السِّرّ المكتوم حَتَّى اذا وافى الميعاد قَالَ لَهُ ان هَذِه الاسرار مكتومة لَا تودع الا فِي سر مُحصن فحصن حرزك واحكم مداخله حَتَّى اودعه فِيهِ فَيَقُول المستجيب وَمَا طَرِيقه فَيَقُول ان آخذ عهد الله وميثاقه على كتمان هَذَا السِّرّ ومراعاته عَن التضييع فانه الدّرّ الثمين والعلق النفيس وادنى دَرَجَات الرَّاغِب فِيهِ صيانته عَن التضييع وَمَا اودع الله هَذِه الاسرار أنبياءه الا بعد أَخذه عَهدهم وميثاقهم وتلا قَوْله تَعَالَى ﴿وَإِذ أَخذنَا من النَّبِيين ميثاقهم ومنك وَمن نوح﴾ الاية وَقَالَ تَعَالَى ﴿من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَلَا تنقضوا الْأَيْمَان بعد توكيدها﴾ وَأما النَّبِي ﷺ فَلم يفشه الا بعد أَخذ الْعَهْد على الْخُلَفَاء واخذ الْبيعَة على الانصار تَحت الشَّجَرَة فان كنت رَاغِبًا فاحلف لي على كِتْمَانه وانت بالخيرة بعده فان وفقت لدرك حَقِيقَته سعدت سَعَادَة عَظِيمَة وان اشمأزت نَفسك عَنهُ فَلَا غرو فان كلا ميسر لما خلق لَهُ وَنحن نقدر كانك لم تسمع وَلم تحلف وَلَا ضير عَلَيْك فِي يَمِين صَادِقَة فان أَبى الْحلف خلاه وَإِن انْعمْ وَأجَاب فِيهِ وَجه الْحلف واستوفاه
1 / 27