فضائح الباطنية

Al-Ghazali d. 505 AH
133

فضائح الباطنية

فضائح الباطنية

تحقیق کنندہ

عبد الرحمن بدوي

ناشر

مؤسسة دار الكتب الثقافية

پبلشر کا مقام

الكويت

ولمنهج هَؤُلَاءِ اجتووا طرق النّظر فِي العقليات احْتِرَازًا عَمَّا فِيهَا من الْخَطَأ فَكيف يستتب لَهُم التَّمَسُّك بأخبار الْآحَاد فيضطرون الى دَعْوَى خبر متواتر فِيهِ من صَاحب الشَّرْع صلوَات الله عَلَيْهِ تجْرِي فِي الوضوح مجْرى الْخَبَر الْمُتَوَاتر فِي بعثته ودعوته وتحديه بِالنُّبُوَّةِ وشرعه الصَّلَوَات الْخمس وَالْحج وَالصَّوْم وَسَائِر الوقائع المستفيضة وَمهما رَاجع الْعَاقِل بصيرته اسْتغنى فِي معرفَة اسْتِحَالَة هَذِه الدَّعْوَى عَن مرشد يرشده ويسدد منهجه على وَجه الاستحالة كَيفَ وَقد استحالت هَذِه الدَّعْوَى وتعذرت على الامامية فِي دَعْوَى إِمَامَة عَليّ فَقَط فَكيف تستتب لهَؤُلَاء دَعْوَى إِمَامَة صَاحبهمْ مَعَ تضَاعف الشّغل عَلَيْهِم وَكَثْرَة دعاويهم إِلَى أَن ينساقوا إِلَى إِثْبَات الْإِمَامَة لمن إعتقدوا إِمَامَته الْيَوْم وَلَكنَّا مَعَ الِاسْتِغْنَاء عَن الايضاح لفساد دَعوَاهُم ننبه على مَا فِيهِ من الْعسر والاستحالة ونقول مدعي الْإِمَامَة الْيَوْم لشخص معِين من عترة رَسُول الله ﷺ يفْتَقر الى نَص متواتر عَن رَسُول الله على عَليّ ﵁ يَنْتَهِي فِي الوضوح الى حد الْخَبَر الْمُتَوَاتر عَن وجود عَليّ وَمُعَاوِيَة وَعَمْرو بن الْعَاصِ فَإنَّا بالتواتر عرفنَا وجودهم وَمهما ادّعى تَوَاتر هَذَا الْخَبَر فِي زمَان رَسُول الله ﷺ افْتقر الى حد التَّوَاتُر بعده فِي كل عصر ينقرض حَتَّى

1 / 133