فظاهرة تكون المطر، ثم سوقه إلى الأرض الميتة، ثم حياة الأرض به من بعد موتها، تدل على وجود الصانع وعموم قدرته، خاصة على إحياء الموتى، كما تدل على رحمته جل وعلا، ولهذا قال تعالى بعد ذكر هذه الظواهر: {فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل ... شيء قدير} [الروم: 50]، فالتعرف على بعض صفات الفاعل من خلال مشاهدة أفعاله وآثاره منهاج عقلي وشرعي، يحسه العقل بالضرورة، وتحث عليه النصوص الشرعية، وتعتمده أساسا هاما تقيم عليه كثيرا من حقائق الإيمان، وبتطبيق هذا الأساس نجد أن هذا الكون الكبير.
- يشهد بوجوده على أنه من صنع موجود دائم.
- وبعظمة تكوينه على أنه من صنع عظيم قدير.
- وبما فيه من حياة على أنه صنع حي دائم.
- وبما فيه من إحكام وتناسق وترابط على أنه من صنع حكيم عليم.
- وبنظامه الموحد وقوانينه الثابتة على أنه من صنع حاكم واحد مهيمن.
وبذلك تقدم لنا هذه المخلوقات شهادة يقينية على أنها من صنع موجود حكيم عليم عظيم قدير حي دائم لا يعجزه شيء، وبهذا نكون قد انتهينا إلى تقرير الملحد بوجود خالق حكيم عليم قدير عظيم حي مهيمن لا يعجزه شيء.
ولكنه قد يقول: سلمت لكم بوجود خالق لهذا الكون، ولكن هذا الخالق هو الطبيعة كما يقول العلم، وليس هو الله كما يقول الخرافيون من أتباع الأديان!!.
وهنا نأتي إلى الأساس الثالث الذي يقوض آخر معقل للالحاد ويأتي على بنيانه من القواعد!.
الأساس الثالث: لا ينسب الفعل إلى من هو عاجز عنه
وهذه ضرورة عقلية شهد بها العقل ودلت عليها النصوص الشرعية، فلا يعقل أن ينسب إلى الأخرس فصاحة اللسان، وحسن البيان، وإلقاء الخطب البليغة التي تأخذ بمجامع القلوب.
صفحہ 20