224

Extrapolations of Al-Sam'ani in His Book 'Interpretation of the Qur'an' and His Methodology in It

استنباطات السمعاني في كتابه «تفسير القرآن» ومنهجه فيها

اصناف

دلالة طلب قوم نوح منه ﵇ أن يطرد المؤمنين
قال تعالى: ﴿وَيَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [هود ٢٩]
• قال السمعاني ﵀: " فيه دليل أنهم طلبوا منه أن يطرد المؤمنين ". (^١)
الدراسة:
استنبط السمعاني بدلالة الالتزام أن نوحا ﵇ عندما أخبر قومه بأنه لن يطرد المؤمنين، أن ذلك يلزم من أنهم قد طلبوا منه ذلك الأمر من قبل، ووجه الاستنباط أن هذا المنع لازم من أنه قد كان مطلوبا من قومه، قال الرازي: " فأما قوله: ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فهذا كالدليل على أن القوم سألوه طردهم رفعا لأنفسهم عن مشاركة أولئك الفقراء ". (^٢)
وممن ذكر هذا الاستنباط من المفسرين: الواحدي، والبغوي، والقرطبي، وابن كثير، والسعدي. (^٣)
وقد أيد هذا الاستنباط ما أثر عن ابن جريج أنه ذكر أن سبب قول نوح ذلك أنه قد طلبوا منه قومه أن يطردهم بحجة أنهم ليسوا من أشراف القوم، وهو كما أراد كفار قريش من النبي ﷺ أن يطرد فقراء المؤمنين، حتى نزل قوله تعالى: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾. (^٤) وبهذا يظهر صحة استنباط السمعاني لما فيه من الدلالة الواضحة، والله أعلم.

(^١) تفسير السمعاني (٢/ ٤٢٥).
(^٢) مفاتيح الغيب (١٧/ ٣٣٩).
(^٣) انظر: الوجيز (١/ ٣٣٨)، ومعالم التنزيل (٤/ ١٧١)، والجامع لأحكام القرآن (٩/ ٢٦)، وتفسير القرآن العظيم (٤/ ٣١٧)، وتفسير السعدي ص ٣٨١.
(^٤) للاستزادة: انظر جامع البيان (١٥/ ٣٠١)، ومفاتيح الغيب (١٧/ ٣٣٩)، والدر المنثور (٨/ ٣٧).

1 / 224