64

شرح ثلاثة الأصول لابن باز

شرح ثلاثة الأصول لابن باز

تحقیق کنندہ

علي بن صالح بن عبد الهادي المري - وأحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ناشر

دار المسير

ایڈیشن نمبر

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

اشاعت کا سال

١٩٩٧م

اصناف

وَأُرْسِلَ بـ " الْمُدَّثِّرْ"١. وَبَلَدُهُ مَكَّةُ، بَعَثَهُ اللهُ بالنذارة عن الشرك ــ ١. ثم بعد مدة يسيرة جاءه بالمدثر١ فصار رسولًا بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ ٢. "والمدثر" الملتحف. لأنه بعد ما جاءه الوحي، اشتد عليه الأمر وقال: زملوني زملوني ... دثروني دثروني من شدة ما أصابه من الخوف لما ضغط عليه جبرائيل عليه الصلاة السلام مرات. ثم قال: اقرأ تمهيدًا لأعباء الرسالة وعظمتها ثم قال الله: ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ ٣، أي: قم فأنذر الناس. فصار رسولًا بأمره بالنذرة: ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ ٤ أَيْ: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ ٥ أي طهر أعمالك من الشرك؛ لأن تطهير الملابس غير مراده في هذه الآية، لأن الصلاة لم تفرض في ذلك الوقت، فالمراد هنا الأعمال كما قال تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ ٦ ... فالعمل يسمى لباسًا: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ ٧ فالرجز: الأصنام. وهجرها تركها، والبراءة منها وأهلها.

١ انظر إلى الحديث الذي رواه البخاري ١/٣٧ في كتاب بدء الوحي برقم ٤. ورواه مسلم ٢/ ٢٠٧ في كتاب الإيمان باب بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ كلاهما من حديث جابر ﵁ تعالى عنه. ٢ سورة المدثر، الآيتان: ٢،١. ٣ سورة المدثر، آية: ٢. ٤ سورة المدثر، آية: ٣. ٥ سورة المدثر، آية: ٤. ٦ سورة الأعراف، آية: ٢٦. ٧سورة المدثر، آية: ٥.

1 / 70