اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ .
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ١ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - الخَالِقُ لهذه الأشياء هو
ــ
قال: ﴿وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ ١ فجعلها بناءً وسقفًا محفوظًا وهم عن آياتها معرضون. وزينها بالنجوم والشمس والقمر ﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ أي من السحاب: ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ﴾ أنواع الأرزاق في كل مكان ويحي الله به الأرض بعد موتها ثم قال تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ٢ أي أشباهًا ونظراء تعبدونها معه. لا صنمًا ولا جنًا ولاملكًا ولا غير ذلك. فالعبادة حق الله وحده. ليس له نديد ولا نظير ولا مثيل. بل هو الإله الحق وكان المشركون يتخذون له الأنداد والنظائر والأمثال من الأصنام والجن والملائكة ويعبدونهم من دون الله. ويستغيثون بهم فأنكر الله عليهم ذلك وبين أن هذه المخلوقات ليس لها حق في العبادة ولا قدرة لها على شيء إلا بإذنه سبحانه وتقديره.
"١" قال الحافظ ابن كثير ﵀ في تفسيره: الخالق لهذه الأشياء من سماء وأرض وثمار وأشجار ومطر وغير ذلك هو المستحق للعبادة ﷾، وأن يطاع؛ لأنه رب الجميع، وخالق الجميع، كما