شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
شرح ثلاثة الأصول للعثيمين
ناشر
دار الثريا للنشر
ایڈیشن نمبر
الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ
اشاعت کا سال
٢٠٠٤م
اصناف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ومنها الدعوة إلى الله في المجالس الخاصة فإذا جلس الإنسان في مجلس في دعوة مثلًا فهذا مجال للدعوة إلى الله ﷿ ولكن ينبغي أن تكون على وجه لا ملل فيه ولا إثقال، ويحصل هذا بأن يعرض الداعية مسألة علمية على الجالسين ثم تبتدئ المناقشة ومعلوم أن المناقشة والسؤال والجواب له دور كبير في فهم ما أنزل الله على رسوله وتفهيمه، وقد يكون أكثر فعالية من إلقاء خطبة أو محاضرة إلقاء مرسلًا كما هو معلوم.
والدعوة إلى الله ﷿ هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وطريقة من تبعهم بإحسان، فإذا عرف الإنسان معبوده، ونبيه، ودينه ومن الله عليه بالتوفيق لذلك فإن عليه السعي في إنقاذ أخوانه بدعوتهم إلى الله ﷿ وليبشر بالخير، قال النبي ﷺ لعلي بن أبى طالب ﵁ يوم خيبر: "أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا خير لك من حمر النعم" (١) متفق على صحته. ويقول ﷺ فيما رواه مسلم: "من دعا إلى الهدى كان له من الأجل مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الأثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا" (٢) . وقال ﷺ فيما رواه مسلم أيضًا: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" (٣) .
ــ
(١) رواه البخاري، كتاب الجهاد، باب: دعاء النبي ﷺ إلى الإسلام والنبوة. ومسلم. كتاب فضائل الصحابة، باب: فضائل علي بن أبي طالب ﵁.
(٢) مسلم، كتاب العلم، باب: من سن سنة حسنة أو سيئة.
(٣) مسلم، كتاب الإمارة باب: فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره.
1 / 23