187

Explanation of the Luminous Creed - Mohamed Hassan Abdel Ghaffar

شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفار

اصناف

حكم الشهادة لإنسان بالجنة أو النار الشهادة لإنسان أنه في الجنة أو في النار فيها تفصيل: فيصح أن نشهد لمن شهد الرسول ﷺ له بالجنة، كالعشرة المبشرين بالجنة، وكذلك عكاشة بن محصن فقد شهد له النبي ﷺ بالجنة، وذلك عندما تحدث النبي ﷺ عن السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقام عكاشة وقال: (يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فقال له النبي ﷺ: أنت منهم)، فهذه بشارة بالجنة، وكذلك ثابت بن قيس، فقد قال النبي ﷺ: (هو من أهل الجنة). وكذلك المرأة السوداء، فقد قال لها النبي ﷺ: (وإن شئت صبرت ولك الجنة). وبلال ﵁ قال له النبي ﷺ: (إني سمعت خشخشة نعليك في الجنة). وكذلك عمرو بن الجموح عندما قال: إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال النبي ﷺ: (قد رأيته وطأ بعرجته الجنة). وكذلك عامر الأكوع عندما رجع سيفه على نفسه وهو يبارز مرحبًا اليهودي فقالوا: قتل نفسه، فقال ﷺ: (كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين). وكذلك سعد بن معاذ، فقد قال فيه النبي ﷺ: (منديل من مناديل سعد في الجنة خير من الدنيا وما فيها). وكذلك أهل بدر فقد قال عنهم ﷺ: (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم). إذًا: لا يجوز أن تقول لمعين: هذا في الجنة إلا بدليل، ولكن ظن بالناس خيرًا، ولا يجوز كذلك أن تقول لأحد معين: هو في النار إلا بدليل، فلا تقل: هو في النار للمعين إلا بدليل، كـ أبي لهب مثلًا، فإن الله ﷿ قد أخبر أنه في النار، فقال سبحانه: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾ [المسد:١ - ٣]، وزوجته كذلك، قال الله ﷿: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد:٤ - ٥]، وكذلك عمرو بن لحي، فقد قال النبي ﷺ: (رأيته يدور مع أقتابه في النار). وكذلك الوليد بن المغيرة، قال الله ﷿ عنه: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ [المدثر:٢٦ - ٢٧] وكذلك أبو طالب فقد أخبر ﷺ أنه يعذب في النار. وكذلك أبو الرسول ﷺ فهو في النار، والدليل على ذلك: أن النبي ﷺ قال لمن جاء يسأل عن أبيه: (إن أبي وأباك في النار). وأيضًا أم النبي ﷺ هي في النار، والدليل على ذلك: أنه ﷺ قال: (استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي)، وقال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ [التوبة:١١٣]. وكذلك العاص بن وائل فقد قال النبي ﷺ عن عمرو بن العاص وأخيه: (مؤمنان أبوهما كافر). وكذلك أبو جهل في النار، والدليل على ذلك: هو عندما وقف النبي ﷺ على قليب بدر قال: ﴿فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا﴾ [الأعراف:٤٤]، وقد وعد الله الكافرين بالنار، وأبو جهل منهم، وكان ممن قتل ورمي في القليب.

21 / 11