Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani
شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
ناشر
دار ابن الجوزي
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
اصناف
وقوله: «صِهْرَ مُحَمَّدِ» قد سبق الكلامُ على هذه المصاهرة في البيت السابق.
فالمقصود أنَّ الناظمَ ﵀ أثنى على عثمانَ ﵁ هذا الثناء العاطر، ونَعَتَهُ بهذه الأوصاف، وهو أهلٌ لذلك ﵁ وأرضاه.
قال الناظمُ ﵀:
٣٨. قَالُوا: فَرَابِعُهُمْ؟ فَقُلتُ مُبَادِرًَا: ... مَنْ حَازَ دُونَهُمُ أُخُوَّةَ أَحْمَد
يقول الناظمُ ﵀ مبيِّنًَا مراتبَ الخلفاءِ الرَّاشِدِين: «قَالُوا: فَرَابِعُهُمْ؟» يعني بعدما ذكرتَ الخلفاء الثلاثة أبا بكرٍ وعمرَ وعثمانَ ﵃، فمَن يكون رابعهم إذن؟
وقوله: «فَقُلْتُ مُبَادِرًَا» يعني: قلتُ مُسَارِعًا إلى الجواب دون توقُّفٍ ولا تردُّدٍ؛ وذلك لأنَّ المسألةَ واضحةٌ، والحقَّ فيها بيِّنٌ، ورابعُ الخلفاءِ معروفٌ ومعيَّنٌ، وهو عليُّ بنُ أبي طالبٍ ﵁.
وقوله: «مَنْ حَازَ دُونَهُمُ أُخُوَّةَ أَحْمَدِ» يعني أُخُوَّةَ النبيِّ ﷺ، والمؤمنونَ كلُّهُم إِخوة، وأصحابُ النبيِّ ﷺ هم إِخوَتُه وأصحابُهُ، ولكن مَن قال له الرسول ﷺ: «أَنتَ أَخِي» فله في هذه الإضافة فضيلةٌ على غيرِه كما قال ﷾ في شأنِ أبي بكرٍ ﵁ يومَ كان مع النبي ﷺ في الغار: ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ﴾ [التوبة: ٤٠]، فنصَّ ﷾ على أنَّ أبا بكرٍ ﵁ صاحبٌ للنبي ﷺ، مع أنَّ صفَةَ «الصُّحْبَة» مشتَرَكةٌ بين عمومِ الصَّحَابةِ ﵃، لكن خُصَّ أبا بكرٍ ﵁ بالنصِّ عليه من الله ﷿ ومن النبي ﷺ بأنه صاحبُه، وقد قال فيه النبي ﷺ: «هل أنتم تَارِكُوا لي صَاحِبِي» (١)، وهكذا عليٌّ ﵁ جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذيُّ
(١) أخرجه البخاري في «صحيحه» (٣/ ١٣٣٩ رقم ٣٤٦١)، و(٤/ ١٧٠١ رقم ٤٣٦٤) من حديث أبي الدرداء ﵁.
1 / 110